من فشل لآخر.. إرث بايدن وأفول هيمنة الليبرالية الأمريكية

0 تعليق ارسل طباعة
3

بينما قد تُذكر إخفاقات الرئيس الأمريكي جو بايدن الداخلية في الولايات المتحدة، فإن إرثه الحقيقي سيرتبط بمساره في السياسة الخارجية. 

تحت قيادته، بدأ النظام الدولي الليبرالي الذي قادته الولايات المتحدة بعد الحرب الباردة في الانهيار، ما شكّل نهاية فصل في تاريخ أمريكا والعالم، وفق ما ذكر مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، نشرته الجمعة 17 يناير 2025. 

فشل سياسات “الأمل والتغيير”

بعد عقدين من الحروب التي أطلقها جورج بوش الابن، والتي وُصفت بأنها لتحرير الشعوب، تبيّن أن هذه الصراعات المفتوحة بلا نهاية ولا أهداف محددة، بل كانت وسيلة لتأجيل الهزيمة.

ورغم وعود “الأمل والتغيير” التي رافقت حملة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وجو بايدن في 2008، إلا أن الواقع عكس استمرارية التراجع والجمود في السياسة الخارجية الغربية.

عندما انتخب أوباما وبايدن، تم منحهما تفويضًا لإنهاء تلك الحروب وتغيير النهج، لكنهما فشلا، مما أدى إلى استمرار الأخطاء التي بدأت منذ التسعينيات، حسب المقال.

إرث الحروب المفتوحة

كانت حرب الخليج الأولى في 1991، بقيادة جورج بوش الأب، بداية لفشل الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين في تحقيق السلام. 

واستمرت السياسات الأمريكية تجاه العراق بعقوبات ومشاريع تغيير الأنظمة، وصولًا إلى غزو العراق في 2003، إلا أن الإطاحة بصدام حسين لم تُنهِ الصراع، بل أطلقت سلسلة من الحروب اللامتناهية.

وفي الساحة الأوروبية، أدى توسع الناتو المستمر إلى تصعيد التهديدات الروسية بدلًا من تعزيز الأمن الأوروبي، ويرى المقال أن هذا النهج يعكس فشل السياسات الأمريكية في التعامل مع تحديات ما بعد الحرب الباردة.

بايدن.. الحلقة الأخيرة من النهج القديم

منذ أن كان عضوًا في مجلس الشيوخ، عكس بايدن التوجه التيار السائد في واشنطن، بدايةً من دعمه لغزو العراق عام 2003.

وفي رئاسته، شهد العالم انسحابًا فوضويًا من أفغانستان، تبعه انخراط الولايات المتحدة في حرب أوكرانيا بسياسات افتقرت إلى أهداف واضحة، ودعم بايدن تصعيدًا تدريجيًا في المساعدات لأوكرانيا، ما أدى إلى إطالة أمد الصراع دون تحقيق نصر ملموس.

نهاية النظام الليبرالي

في الشرق الأوسط، كشف الصراع بين إسرائيل وحماس عن تناقضات الإدارة الأمريكية، حيث دعمت الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل، بينما وجهت لها انتقادات علنية.

" frameborder="0">

ويرى المقال ختامًا أن بايدن يمثل نهاية عصر طويل من السياسات “النيوليبرالية” و”النيومحافظة” التي شكلت السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب الباردة، ويعكس إرث بايدن انهيار نظام عالمي بني على طموحات غير واقعية وإخفاقات متكررة، وفي المقابل يسعى الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتبني نهج أكثر واقعية قائم على التفاوض، وهو نهج لطالما قاومته المؤسسة السياسية بشدة. 

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق