تحديات كبرى.. هل ينجح اتفاق التهدئة بغزة في تحقيق السلام؟

0 تعليق ارسل طباعة
0

في خطوة حاسمة قبيل إتمام تفاصيل صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، نقل ستيف ويتيكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، رسالة قوية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال ويتيكوف لنتنياهو إنه حان الوقت لعودة العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى مسارها الصحيح، مذكرًا إياه بأن الرئيس ترامب كان صديقًا مقربا لإسرائيل، وأن الوقت قد حان لرد الجميل. وأضاف: “إذا لم ترغبوا في العمل بالطريقة التي نراها، يمكنكم جمع حقائبكم والعودة إلى دياركم”.

مفاوضات تقود لاتفاق حساس

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، وبعد هذه الرسالة الحاسمة من ويتيكوف، أرسل نتنياهو فورًا كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في أسبوع من المفاوضات المكثفة التي أسفرت في النهاية عن الاتفاق.

وكان من ضمن هؤلاء المسؤولين رئيس جهاز الشاباك والموساد، بالإضافة إلى مستشاره السياسي أوفير فلك. وكشف التقرير أن ويتيكوف نقل نفس الرسالة للمفاوضين العرب الذين التقوا به في الدوحة، مشددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق بدلاً من استمرار المفاوضات الدبلوماسية التي لا تنتهي.

تأثيرنا أكبر من بايدن

بعد إتمام الاتفاق، نشر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” تصريحات قادة عرب نقلتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، حيث تم التأكيد على أن تأثير ويتيكوف على رئيس الوزراء الإسرائيلي كان أكبر من تأثير الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن طوال العام.

في الوقت ذاته، أفادت تقارير صحفية أن رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لعب دورًا حاسمًا في إقناع حماس بتخفيف بعض مطالبها الرئيسية.

الجهود المشتركة

على الرغم من تعاون المسؤولين الأمريكيين مع نظرائهم القطريين، كانت جهود الضغط على حماس مشتركة بين الولايات المتحدة وقطر، حيث أشاد العديد من المشاركين في المفاوضات بالدور الذي لعبه الجميع في التوصل إلى الاتفاق.

وأشار السفير الأمريكي السابق في إسرائيل، توم نيدز، إلى أن “الضغط من جميع الأطراف – العالم العربي، إدارة بايدن، وترامب – كان العامل الوحيد الذي أدى إلى هذا الاتفاق”.

هل يظل الاتفاق قائمًا؟

بحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية اليوم السبت 18 يناير 2025، فإنه رغم التوصل إلى الاتفاق، حذر مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون من أن الصفقة لا تزال “هشة”.

وواجهت المفاوضات لحظات من التوتر، إذ كاد الاتفاق أن ينهار في لحظة معينة عندما تأخر رد حماس على المسودة النهائية. كما كان هناك نقطة خلاف رئيسية حول القضايا المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين.

وفقًا لمصادر أمريكية وإسرائيلية، فإن التحديات المقبلة ستكون أكبر، لا سيما حول ما إذا كان سيتم وقف القتال بشكل دائم في غزة أو إذا كان يمكن استئناف القتال في المستقبل.

تحذيرات أمريكية

وأرسل ترامب رسالة واضحة إلى إسرائيل مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستدعمها إذا كان عليها العودة إلى القتال في حال نقضت حماس الاتفاق.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي المُعيّن، مايك وولف، في تصريحات لبرنامج “فوكس نيوز”: “إذا لم تلتزم حماس بالاتفاق، نحن مع إسرائيل. حماس لا يمكنها إدارة غزة”.

الضغوط الدولية

من أبرز العوامل التي ساهمت في إتمام الصفقة كان الوضع الزمني الحساس، حيث كان هناك ضغط من حماس لتوقيع الاتفاق قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض رسميًا في 20 يناير.

ووفقًا للمصادر، كانت حماس تدرك أن فرص الحصول على اتفاق مشابه قد تنخفض بشكل كبير إذا تمت المفاوضات بعد تولي ترامب السلطة، وذلك بالنظر إلى سياساته الأكثر صرامة تجاه الحركة. كان هناك تشابه بين هذه الوضعية والصفقة التي أبرمت بين الولايات المتحدة وإيران في عام 1981 قبل تولي الرئيس رونالد ريجان منصبه.

ضمانات ترامب مقابل الصمت الإسرائيلي

أحد المخاوف الكبرى لدى حماس كان احتمال استئناف القتال من إسرائيل بعد الإفراج عن الأسرى في المرحلة الأولى من الصفقة. وفي مواجهة هذه المخاوف، قدم ويتيكوف ضمانات لحركة حماس بأن ترامب سيدفع نحو التفاوض في المرحلة الثانية إذا تم الوفاء بشروط الاتفاق.

وكشف تقرير لـ”وول ستريت جورنال” أن حماس كانت بحاجة إلى ضمانات مكتوبة حول عدم استئناف القتال من إسرائيل، ولكنها وافقت على التقدم بناءً على تعهد ترامب فقط.

المرحلة الثانية من المفاوضات

تتوقع التقارير أن تكون المرحلة الثانية من المفاوضات أكثر تعقيدًا، خاصة فيما يتعلق بتحديد مستقبل العلاقات بين الأطراف وتفاصيل وقف القتال الدائم في غزة.

وفي هذه المرحلة، من المحتمل أن يتم بحث وقف إطلاق النار بشكل دائم، إضافة إلى تبادل الأسرى والتفاوض بشأن القضايا الإنسانية والإغاثية.

التدخل الحاسم لترامب

التدخل المباشر والضغط الذي مارسه ستيف ويتيكوف نيابة عن الرئيس الأمريكي المنتخب كان حاسمًا في الوصول إلى هذه الصفقة. بفضل هذا التدخل، تم وضع الأسس لاتفاق كان يعتبر مستحيلًا في السابق.

ورغم التحديات المقبلة، فإن الاتفاق الحالي يمثل خطوة مهمة نحو تهدئة الصراع في غزة، مع وعد بمزيد من الجهود الدبلوماسية لتحقيق استقرار طويل الأمد.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق