مع تصاعد الحديث عن اقتراب انتهاء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يثار عدة أسئلة حول ماذا بعد وقف إطلاق النار وما هو مصير القطاع بعد نجاح الصفقة؟.

ووفقًا لمصادر فلسطينية، فإن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع سيتم خلال ثلاث مراحل التى ينص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، خلال تسليم المحتجزين، على أن يكون هذا الانحساب بشكل كامل مع المرحلة الثالثة للاتفاق.

رؤية الولايات المتحدة الأمريكية برعاية مصالحها

وأكدت الدكتورة تمارا حداد، الخبيرة في الشئون الفلسطينية، أن خطة أنتونى بلينكن زير الخارجية الأمريكي واضحة تمامًا وهو ما قامت به إسرائيل بإنهاء أذرع إيران وإعادة هيكلة الشرق الأوسط الجديد لتساهم نوعًا ما بإعادة رؤية الولايات المتحدة الأمريكية برعاية مصالحها وإعادة نفوذها من خلال إنهاء تلك الأذرع، وبالتالي من ضمنها حركة حماس أو الجهاد وأنهما جزءً لا يتجزأ من محور المقاومة.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ«الجمهور»، أن اليوم الولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى إسرائيل تحاولان قدر الإمكان إعادة هيكلة قطاع غزة كواقع ديموجرافي وجغرافي وإيجاد ترتيبات سياسية وأمنية جديدة بعيدة عن حركة حماس لأنها لن تكون في المشهد في اليوم التالى أو الترتيبات الأمنية السياسية المستقبلية لغزة.

ومن جانبها، قالت القناة 12 الإسرائيلية، إن وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش اشترط للبقاء بالحكومة الالتزام بالعودة للقتال بعد اليوم الـ42 من الصفقة، كما اشترط أيضًا تقليص المساعدات الإنسانية والاستيلاء على الأراضي في غزة بشكل دائم.

مباحثات الصفقة مستمرة في الدوحة ولا أزمة

وأكدت القناة 12 عن مصادر إسرائيلية قولها، إن مباحثات الصفقة مستمرة في الدوحة ولا أزمة في المفاوضات، فيما قالت قناة كان العبرية، إنه في الساعات الأخيرة تنشغل حماس بالتدقيق على كل كلمة في الاتفاقية، وليس فقط على الكلمات والتفاصيل الصغيرة، إنما على موقع الكلمة في الجملة، وما هي تفسيراتها المختلفة والقصد منها، حتى لا يتم خداعها أو التلاعب فيها.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، حول عرض شبكة الأمان لنتنياهو في حال انسحاب إيتمار بن غفير وسموتريتش، أنا ونتنياهو لا نحب بعضنا البعض، لكننا نعرف كيف ندخل غرفة ونحل الأمور، ومن أجل إعادة المختطفين، سنجد طريقة. لديه الأغلبية، يمكنه إتمام صفقة بحيث يعود يوم الأحد المقبل أول ثلاثة مختطفات.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول إسرائيلي، تأكيده على أن إسرائيل ستحتفظ ببعض الأصول طوال المفاوضات ولن تغادر قطاع غزة حتى يعود كل الرهائن إلى ديارهم، وهناك تقدم تم إحرازه في صفقة الرهائن لكن التفاصيل قيد الانتهاء، والمفاوضات التفصيلية بشأن المرحلة الثانية لصفقة الرهائن ستبدأ خلال المرحلة الأولى.

وقال الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، أن نتنياهو أحبط إمكانية التقدم في الصفقة 80 مرة فقط لأنه يخشى بن غفير وسموتريتش، ما حدث الآن هو أنه يخشى ترامب أكثر مما يخشى بن غفير وسموتريتش.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن الجنود يُقتلون الواحد تلو الآخر، وسيستمر ذلك الأسبوع المقبل، والشهر المقبل، والسنة القادمة، وإذا كان هناك هدف حقيقي يضمن أمن سكان النقب الغربي لعقود قادمة، لكان الأمر مبررًا ولكن الثمن باهظ، والهدف غائب.

وأضافت الصحيفة العبرية، أن ما نشهده هو قتال في دوائر، ووزراء مترددون، وجمهور لا مبالي، ينشغل بمقارنة أسعار الرحلات إلى فيينا وبرلين مع شركات الطيران منخفضة التكلفة التي عادت للعمل، الجوهر الحقيقي مفقود، والموت مستمر.

انهيار حكومة نتنياهو وتصعيد في الضفة

وأكد ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن الشعب الفلسطيني هو من سيقرر من يدير غزة والغزاوين مع حماس ويتمسكون بها، وسقطت كل المحاولات السابقة لاحتلال إسرائيل غزة عسكريًا.

وأضاف المحلل السياسي اللبناني، في تصريحات خاصة لـ«الجمهور»، أنه حال نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة فهو إثبات بانتصار عزة وهزيمة إسرائيل في حربها التي اسمتها أنها حرب وجودية وتدمير مكانة الاحتلال في منطقة وفشله في القضاء على حركة حماس، حيث يؤكد انتصار غزة بينما فشل نتنياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب التي أعلنها.

وتابع ميخائيل عوض، الحرب تنتهى مع بقاء غزة وحماس ولم تهجر غزة ولم تستوطن وجرى التبدل بالتفاوض وليس بالحرب ومع حماس، مما يساهم في انهيار حكومة نتنياهو وتقدم المتطرفين في إسرائيل ونقل الاشتباك إلى الضفة».

وحول إمكانية دعم الإدارة الأمريكية الجديدة أي محاولات إسرائيلية لنقل الحرب للضفة قال، لا شيء يمنع دونالد ترامب من إعطاء نتنياهو صك ضم الضفة الغربية.