قبيل مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشفت إيران عن قواعد عسكرية بحرية قرب مياه الخليج جنوبي البلاد.

وأعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، وجود قاعدة استراتيجية للقوات البحرية للحرس الثوري في أعماق الأرض، وأنها واحدة من عدة قواعد تحت الأرض بُنيت للسفن القادرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى وشن حروب من مسافات بعيدة.

قاعدة تحت الأرض

أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، أن طهران أعلنت عن قاعدة تحت الأرض، من دون تحديد موقعها، والتي بنيت على عمق 500 متر تحت سطح الأرض، وتضم القاعدة شبكة من الأنفاق، التي تصطف فيها نسخة جديدة من الزوارق السريعة فئة طارق، القادرة على خداع الرادارات، ويمكنها حمل وإطلاق صواريخ كروز.

وأكد التلفزيون الإيراني أن “بعض هذه السفن قادر على ضرب سفن ومدمرات أمريكية”، في رسالة تحذير إذا ما تعرضت الموانئ الإيرانية لهجمة عسكرية من جانب حاملات الطائرات والقوات الأمريكية التي تجوب منطقة الخليج.

قاعدة بحرية جديدة

حسب تقرير صحيفة “كيهان” الإيرانية، الأحد 19 يناير 2025، دشنت القوات البحرية الإيرانية قاعدة جديدة في ميناء جاسك جنوبي البلاد وشرق مضيق هرمز، حيث يعكس وجود هذه القاعدة البحرية توجه إيران لحماية مصالحها الاستراتيجية وضمان السيطرة على الملاحة البحرية.

وتقع القاعدة العسكرية قرب ميناء جاسك المطل على مياه الخليج، وهو ميناء حيوي في تصدير النفط الإيراني، قرب مياه بحر عمان ويتجاوز مضيق هرمز، إذا ما تعرضت إيران لتهديدات عسكرية واضطرت لإغلاق ذلك المضيق.

وتضمن هذا التدشين انضمام عدد من المعدات إلى هذه القاعدة البحرية في ميناء جاسك، ومن أهمها منظومة صواريخ “طلائية” من طراز كروز الاستراتيجية، وغواصة ذكية بدون قبطان، ومنظومة الدفاعات الجوية الخاصة بالطيران المنخفض، ومنظومات الحرب الإلكترونية والسيبرانية، وزوارق سريعة مزودة بصواريخ كروز بحر- بحر، ومسيرات “أبابيل 5” متعددة الأغراض.

استعراض القوة

يأتي الكشف عن القاعدة البحرية في إطار الاستعراض العسكري لإيران الذي تجريه خلال هذه الأيام، وذلك خشية تعرض منشآتها النفطية والنووية لضربة عسكرية من جانب إسرائيل بضوء أخضر من واشنطن، لا سيما قبل مراسم تحليف الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، واستغلالًا لأيام الرئيس بايدن الأخيرة.

وأجرت القوات المسلحة الإيرانية مناورات واسعة برًا وبحرًا وجوًا، شملت استعراض منظومة دفاعية جوية قادرة على اعتراض قنبلة خارقة للتحصينات، وذلك في رسالة إلى أعدائها بإمكانية التصدي لأية ضربة عسكرية قد تتعرض لها منشآتها النووية.

وكذلك يأتي الكشف عن قاعدة البحرية السرية تحت سطح الأرض لتأكيد جهازيتها للتصدي لأية أعمال عدائية قد تستهدف مرافئها النفطية المطلة على مياه الخليج.

كافة السيناريوهات

تمضي سياسة النظام الإيراني على مسارين، إذ بينما تعطي حكومة الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان، الأولوية للحوار مع الغرب؛ يحافظ الوجه الخشن من النظام على توجيه خطاب متشدد، يدعم مفاوضات الحكومة الإصلاحية من باب القوة، وذلك في إطار الاستعداد لكافة السيناريوهات للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

وبحسب وكالة “تسنيم” الإيرانية، أمس السبت 18 يناير، قال المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف: “بعض الناس يعبرون عن قلقهم ويحاولون إثارة الرعب بشأن عودة ترامب، لقد واجهنا وتغلبنا على كل رئيس أمريكي، لقد صمدنا خلال فترة ترامب التي استمرت 4 سنوات، وهو يفهم أكثر من غيره قوة إيران”.

وكان ترامب قد فرض على إيران خلال ولايته الأولى سياسة أقصى ضغط من العقوبات، بعدما انسحب من الاتفاق النووي معها عام 2018، وهناك مخاوف لدى الإيرانيين من عودة تلك السياسة، وكذلك السماح لإسرائيل بممارسة الضغط العسكري على إيران.