فعلها الرئيس المُنتخب.. هكذا غيّر ترامب مسار مفاوضات غزة

0 تعليق ارسل طباعة
1

دخلت صفقة وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، حيّز التنفيذ اليوم الأحد 19 يناير 2025، بعد جهود مضنية من الوسطاء.

ويضع هذا الاتفاق، على الأرجح، حدًا للحرب المُدمّرة التي استمرت نحو 15 شهرًا، وكان للرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، دور محوري في التوصل إلى الصفقة، التي عجز عن تحقيقها الرئيس الأمريكي جو بايدن، فما الدور الذي لعبه؟ وكيف غيّر ترامب “قواعد اللعبة” في المفاوضات التي استمرت أشهرًا؟

رجل أعمال في قلب المفاوضات

في يوليو الماضي، حضر رجل الأعمال الأمريكي، ستيف ويتكوف، جلسة مشتركة للكونجرس، حيث ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا وصفه ويتكوف بأنه “ملحمي” و”روحي”.

ولم يكن ويتكوف حينها يتوقع أنه بعد خمسة أشهر فقط، سيكون في قلب مفاوضات حساسة بصفته مبعوثًا للشرق الأوسط من قبل الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، يعمل على إنهاء حرب مدمرة استمرت 15 شهرًا في غزة، وفق تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.

ترامب يعيد تشكيل المشهد

على الرغم من أن خطة وقف إطلاق النار كانت مطروحة منذ ستة أشهر وحظيت بدعم من الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلا أن الاتفاق ظل يراوح مكانه بسبب تعقيدات المفاوضات، لكن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي أحدث تغييرًا جذريًا في ديناميكيات التفاوض.

كان ترامب قد ركز خلال حملته الانتخابية على فشل بايدن في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، وأكد عقب فوزه أن إنهاء الصراع سيكون أولوية قبل تسلمه المنصب.

تحركات ويتكوف.. دور غير تقليدي

في 22 نوفمبر، أرسل ترامب رجل الأعمال المقرب منه ويتكوف، إلى الدوحة للقاء رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كان قد علّق دور قطر كوسيط بسبب الجمود في المحادثات والإحباط من الطرفين.

ومن الدوحة، انتقل ويتكوف إلى تل أبيب للقاء نتنياهو، الذي كان يعارض بشدة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار أو سحب القوات الإسرائيلية من غزة.

ورغم غموض تفاصيل المحادثات، فإن نتائجها سرعان ما ظهرت، ففي اليوم التالي؛ أرسل نتنياهو رئيس جهاز الموساد، دافيد بارنيع، للقاء الوسيط القطري في فيينا، وهو ما أعطى دفعة جديدة للمفاوضات المتعثرة.

تحوّل جوهري

أشارت مصادر مطلعة على المحادثات لم تسمها الصحيفة البريطانية إلى أن “وجود ويتكوف أضاف ديناميكية جديدة للمفاوضات، إذ أظهر الجانب الإسرائيلي استعدادًا مختلفًا تمامًا” للمضي قدمًا تجاه الصفقة.

وأضافت المصادر أن أسلوب ترامب المباشر، الذي يعتمد على الموازنة بين الضغوط الشديدة والوعود المُغرية، كان عاملًا حاسمًا في تغيير مواقف نتنياهو، بعض التقارير أشارت أيضًا إلى تحذيرات شديدة اللهجة أطلقها المبعوث الأمريكي لنتنياهو حال عدم التوصل إلى اتفاق.

بايدن في مواجهة عراقيل نتنياهو

طوال فترة رئاسة بايدن، واجهت الإدارة الأمريكية صعوبات كبيرة في الضغط على نتنياهو للالتزام بالمفاوضات، وعلى الرغم من إنجاز إسرائيل لهدفها العسكري بالقضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس واغتيال العديد من القادة، فإن نتنياهو ظل يعرقل التوصل إلى اتفاق.

وأكد نتنياهو في تصريحات علنية أنه لن يوافق على وقف دائم لإطلاق النار أو الانسحاب من غزة، لكن مع ظهور ترامب في المشهد، تغيرت الحسابات.

وفق التقرير فإن أدرك نتنياهو أن أي اتفاق يتم توقيعه الآن سيطبَّق تحت إدارة ترامب ما دفعه لإبداء مرونة أكبر في المفاوضات، رغم الضغوط المستمرة التي كان يواجهها من حلفائه في اليمين المتطرف.

اتفاق اللحظات الأخيرة

بحلول ديسمبر، أصبح واضحًا أن ترامب يريد إنهاء الصراع قبل تنصيبه في 20 يناير، وأرسل رسالة واضحة عبر منصته “تروث سوشيال”، قال فيها: “إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن قبل 20 يناير 2025.. فسيكون هناك جحيم في الشرق الأوسط”.

وفي يناير، قدمت حماس تنازلًا بالموافقة على إطلاق سراح 34 رهينة كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاقـ، ورغم ذلك، عادت المفاوضات لتتعثر.

في هذه المرحلة، لعب ويتكوف دورًا رئيسيًا مرة أخرى، حيث عاد إلى الدوحة للقاء المسؤولين القطريين، ومن ثم إلى تل أبيب للضغط على نتنياهو، في نهاية المطاف، اجتمع ويتكوف ومستشار بايدن للشرق الأوسط بريت مكجورك، مع رئيس الموساد في الدوحة، حيث تواصلت المفاوضات حتى الساعات الأخيرة قبل إعلان الاتفاق.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق