تتجه أنظار العالم نحو قطاع غزة، حيث أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل لاتفاق وقف النار بين إسرائيل وحركة حماس بعد الكثير من الجهود الدولية.
الصفقة التي شملت مفاوضات ماراثونية في الدوحة بمشاركة قطر، مصر، الولايات المتحدة، إسرائيل، وحماس، تهدف إلى إنهاء القتال المستمر منذ شهر أكتوبر 2023، وتعكس التحركات الأخيرة ضغطًا دوليًا وإقليميًا لإنهاء الحرب التي خلفت آلاف القتلى وأزمات إنسانية كارثية.
تفاصيل الصفقة المُرتقبة
أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء 15 يناير، عن التوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح الشيخ محمد، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الدوحة، أن تنفيذ الاتفاق سيبدأ يوم الأحد المقبل الموافق 19 يناير، وينص على إطلاق حركة حماس سراح 33 رهينة تحتجزهم مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف أن العمل جارٍ الليلة لاستكمال الجوانب التنفيذية للاتفاق بالتعاون مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيدًا بدور مصر والولايات المتحدة في دفع المفاوضات إلى الأمام، مؤكدًا أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستتابع تنفيذ الاتفاق لضمان الالتزام به، وأن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة سيتم الإعلان عنها بعد إتمام المرحلة الأولى بنجاح.
خطوة محورية
يأتي هذا الإعلان بعد وقت قصير من تأكيد حركة حماس، عبر وفدها المفاوض، تسليم الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها الرسمية على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وكان مسؤول مطلع قد كشف لوكالة “رويترز” للأنباء، أن إسرائيل وحركة “حماس” توصلتا إلى اتفاق يشمل وقف القتال في غزة، إلى جانب تبادل للرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
ويُعد هذا الاتفاق خطوة محورية قد تمهد لإنهاء حرب استمرت 15 شهرًا، وأثرت بشكل عميق على استقرار منطقة الشرق الأوسط.
تشير التقديرات إلى أن تنفيذ الصفقة قد يبدأ يوم الأحد المُقبل، ما يمثل خطوة حاسمة نحو تهدئة التصعيد، وكشفت القناة 13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد مساء الأربعاء، مُباحثات عاجلة مع الوفد الإسرائيلي في الدوحة ومع قادة الأجهزة الأمنية، بينما يُنتظر اجتماع حكومي يوم الخميس للمصادقة على الصفقة.
ترامب يحتفي
بحسب رويترز، أفاد المسؤول أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستضمن تنفيذ الاتفاق، والذي يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى، تليها رفات الرهائن القتلى، موضحًا أن “حماس” ستُفرج عن الرهائن تدريجيًا على مدار 6 أسابيع، بواقع 3 رهائن كل أسبوع، على أن يُطلق سراح البقية قبل نهاية الفترة المحددة.
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، عبر منصته للتواصل الاجتماعي تروث سوشيال، عن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في الشرق الأوسط، وكتب في منشور: “تم التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن في الشرق الأوسط، وسيتم إطلاق سراحهم قريبًا”.
انتقادات إسرائيلية داخلية
في ظل الاستعدادات لتنفيذ الصفقة، ظهرت انتقادات حادة من داخل إسرائيل، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، وصف الوزير السابق حاييم رامون الحرب بأنها “كارثة سياسية وعسكرية”، مؤكدًا أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها، مثل إسقاط حكم حماس أو إنهاء قدراتها العسكرية.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” من جانبها، نقلت مخاوف عن مصادر في الجيش الإسرائيلي توقعت عودة القتال بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، مشيرة إلى أن “حماس” تحتفظ بقدرات عسكرية متطورة، بما في ذلك شبكة أنفاقها.
على الأرض، ناقش الجيش الإسرائيلي انسحابًا تدريجيًا من غزة، مع إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود، ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلي، يشمل الانسحاب مواقع استراتيجية، مثل ممر “نتساريم”، في عملية قد تستغرق أسبوعًا.
تفاصيل إضافية
كشف مسؤول مطلع أن الاتفاق المرتقب يشمل إدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا إلى قطاع غزة خلال أيام وقف إطلاق النار، منها 50 شاحنة محملة بالوقود، مع تخصيص نصف العدد تقريبًا لشمال القطاع.
وأوضح المسؤول لرويترز أن حماس ستبدأ بالإفراج عن النساء والمحتجزين من الشباب دون 19 عامًا، يليهم الرجال فوق 50 عامًا، في المقابل، ستطلق إسرائيل سراح 30 معتقلًا فلسطينيًا مقابل كل مدني إسرائيلي، و50 مقابل كل جندية، كما ستفرج عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين المعتقلين منذ 7 أكتوبر 2023 بنهاية المرحلة الأولى.
وأضاف أن العدد الإجمالي للمفرج عنهم قد يتراوح بين 990 و1650 معتقلًا، وأن الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين سيتم على مدى 6 أسابيع، بمعدل 3 كل أسبوع، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية ستبدأ في اليوم السادس عشر من الاتفاق، وتشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل من غزة، فيما ستشهد المرحلة الثالثة إعادة الجثامين وبدء إعادة الإعمار بإشراف دولي.
جهود الوساطة الدولية
وُصفت مفاوضات الدوحة بـ”الماراثونية”، حيث تضمنت مسودتين للاتفاق، وفق تصريحات رسمية قطرية، كما أن الدور المصري كان محوريًا، حيث أشاد البيت الأبيض بـ”الدور التاريخي” لمصر في الوساطة، فيما أعرب مسؤولون أمريكيون عن تفاؤلهم بقرب إطلاق سراح الرهائن.
" frameborder="0">
وجرى التوصل إلى الاتفاق بعد نجاح اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، مع وفد من حركة حماس، الأربعاء، في محاولة أخيرة للدفع نحو إبرام اتفاق مع إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، بحسب مصدر مطلع على المفاوضات تحدث لوكالة “فرانس برس”.
المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال إن “رئيس الوزراء القطري التقى بمفاوضي حماس بمكتبه في خطوة حاسمة نحو التوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”، ويأتي ذلك بعد حل النقاط الخلافية بين الطرفين، بما في ذلك مسألة محور فيلادلفيا والوجود العسكري الإسرائيلي فيه، وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية التي أعلنت رسميًا عن “توقيع صفقة المحتجزين”.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق