كشف المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية جوناثان واتشيل في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر عن ملامح سياسة دونالد ترامب تجاه النظام الإيراني، والملف النووي وذلك مع اقتراب موعد تنصيبه المقرر اليوم الموافق 20 يناير من الشهر الجاري.
ترامب وإيران.. والشرق الأوسط الجديد
وخلال ولاية ترامب الأولى أظهر زعيم البيت الأبيض سياسة "عدائية" تجاه النظام الإيراني، وكانت لغة العقوبات هي لهجته خلال تعامل مع الإدارة الإيرانية، وكان بالطبع كل قرار يتخذه يخدم مصالح إسرائيل اولاً، وكانت من بين هذه القرارات اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والخروج من الاتفاق النووي الإيراني الذي يعد أحد أهم الملفات الشائكة التي ستكون على طاولة المكتب البيضاوي.. فهل سيستمر في سياسة العداء تجاه طهران أم أن السياسة الترامبية ستتبع نهج سياسي جديد ضد إيران لاسيما في ظل التغيرات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وتأثر إيران بشكل كبير من هذه التغييرات في المنطقة.
المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية لـ تحيا مصر: النظام الإيراني يؤثر على آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز والشرق الأوسط أمريكا اللاتينية
وفي هذا الإطار قال المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية جوناثان واتشيل في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن: “ العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران سيئة منذ بدايات ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه وفتحت الطريق أمام آية الله لتولي السلطة، مما أدى إلى ظهور حكم ديني استبدادي لا يزال يؤثر حتى يومنا هذا على آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز والشرق الأوسط، أمريكا اللاتينية، والآن حتى الحرب بين روسيا وأوكرانيا. شاهد دونالد ترامب، مثل معظم الأميركيين، دراما احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران، وسقوط رئاسة جيمي كارتر ورئاسة رونالد ريجان، التي شهدت تحرير الرهائن ومسار السياسة الخارجية الأميركية الذي أدى إلى تغير جيوسياسي هائل، بما في ذلك الانفتاح”.
المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية لـ تحيا مصر: إيران تعرضت لنكسات دراماتيكية وتضاءلت نفوذها في المنطقة
وأضاف المسؤول الأمريكي السابق أنه:" كانت إدارة ترامب الأولى صارمة للغاية مع النظام الإيراني، لأنه كان مسؤولاً عن إدامة أيديولوجية (الموت لأمريكا)التي أدت إلى مقتل العشرات من الجنود الأمريكيين في العراق، وقمع شعبه، ومن خلال وكيله المسلح الشيعي. قاسم سليماني، والذي أذن ترامب باغتياله، وتنظر إدارة ترامب الجديدة إلى النظام الإيراني بنفس الطريقة، وتتولى السلطة في وقت تعرضت فيه إيران لنكسات دراماتيكية - حيث تضاءل نفوذ حزب الله السياسي وسيطرته العسكرية على لبنان، وتفتقر حماس والجهاد الإسلامي إلى البنية التحتية العسكرية اللازمة لمواجهة إسرائيل كما كان من قبل. وإطاحة الحليف بشار الأسد – لذا فإن النهج السابق لفرض أقصى قدر من الضغط على طهران ليس مرجحاً فحسب، بل سيحاول إبقاء النظام في الزاوية".
المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية لـ تحيا مصر: تعميق العلاقات العسكرية والاقتصادية بين إيران وروسيا يزيد من تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران
وتابع قائلاً:" في حين أن هناك حديث عن استيعاب الحكومة الإيرانية إذا تخلت بشكل مقنع عن البرنامج النووي، وأنهت دعمها للجيوش الوكيلة في جميع أنحاء العالم، ولعبت دوراً بناء في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، فإن سلوك الماضي ينبئ بالمستقبل. وهذا السلوك، يجعل مثل هذا الاحتمال الفوري لتحول إيران إلى وجهها يبدو بعيد المنال. إن تعميق العلاقات العسكرية والاقتصادية بين إيران وروسيا يزيد من تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران".
المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية لـ تحيا مصر: إذا غيرت إيران من نهجنا السياسي قد يتحقق شيء بخصوص الاتفاق النووي
وحول كيفية تعامل ترامب مع الاتفاق النووي قال المستشار السابق للخارجية الأمريكية في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن:" المسار الحالي للسياسة الإيرانية، بما في ذلك قرارها بتعميق تحالفها الاستراتيجي مع روسيا، والدعم المستمر لوكلاء مثل الحوثيين في اليمن الذين يواصلون مضايقة الشحن في الخليج، والتدخل في العراق وما إلى ذلك، وتخصيب إيران المستمر لليورانيوم إن جميعها التي تقترب من درجة تصنيع الأسلحة لا تساهم في أي رغبة لدى إدارة ترامب في تبني فكرة الاتفاق النووي فجأة. وربما يتحقق شيء ما إذا غيرت إيران سلوكها بشكل واضح، ومع ذلك، لا توجد علامة على ذلك أو أي مبادرة من إدارة ترامب للسعي إلى اتفاق نووي مع النظام الإيراني".
0 تعليق