غيّرت 6 شحنات غاز مسال أميركية وجهتها وسط تقلّبات عنيفة في الأسعار شهدتها السوق خلال الأسابيع القليلة الماضية، بحسب تحديثات بيانات البيع والشراء لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وخلال الأسبوع الثاني من شهر يناير/كانون الثاني 2025 الجاري، حولت ناقلات مسارها في المحيط الأطلسي، بعدما انخفضت أسعار الغاز في الأسواق الآسيوية التي كانت متجهة إليها.
وانخفضت الأسعار الآسيوية في ظل وفرة المعروض وضعف الطلب، ما أدى في بعض الأحيان إلى إعادة بيع هذه الأسواق لشحنات فائضة لديها.
ومقابل ذلك، زادت شراهة السوق الأوروبية لمزيد من الشحنات في ظل ارتفاع الطلب، خاصة عقب موجات البرد وانخفاض الحرارة التي ضربت البلاد الآونة الماضية.
مسار شحنات الغاز المسال
بدأ مسار شحنات الغاز المسال من موانٍ ومحطات تصدير أميركية، وانطلقت في طريقها إلى آسيا، عبر المحيط الأطلنطي، وفق بيانات شحن نقلتها رويترز.
وقرّر التجّار تحويل مسار 6 شحنات خلال أسبوع واحد فقط (من 8 يناير/كانون الثاني الجاري حتى 14 من الشهر ذاته)، من وجهاتها الآسيوية إلى أوروبا، نذكر تفاصيلها فيما يلي:
1) حُملت الناقلة "بوشو مارو" من محطة فريبورت الأميركية وعدّلت وجهتها إلى أوروبا، في 8 يناير/كانون الثاني الجاري.
2) الناقلة "فليكس فيجيلانت" التي حملت شحناتها من محطة فريبورت أيضًا وكانت متجهة إلى تايلاند، عدّلت وجهتها في 13 من الشهر الجاري.
3) الناقلة "جريس داليا" المحمّلة من محطة "كالكسيو باس" لصالح شركة غلينكور، غيرت مسارها من وجهتها الرئيسة "الصين" إلى تركيا، في 8 من الشهر الجاري.
4) الناقلة "دايموند غاز كريستال" التابعة لشركة ميتسوبيشي حُمّلت من محطة كاميرون للغاز المسال باتجاه كوريا الجنوبية، وغيّرت مسارها إلى ميناء روتردام الهولندي في 13 من الشهر الجاري.
5) الناقلة "ماران غاز سبارتا" -التابعة لشركة غلينكور- حُملت من محطة "سابين باس" في ولاية لويزيانا باتجاه سنغافورة، غير أنها عدّلت وجهتها إلى هولندا في 10 من الشهر الجاري.
6) الناقلة "غازلوج جورج تاون" -التابعة لشركة شينير إنرجي- حُملت من محطة "سابين باس" أيضًا باتجاه الصين، غير أنها غيّرت وجهتها في 14 من الشهر الجاري.
عوامل مؤثّرة في سوق الغاز المسال
أدت عوامل مؤثّرة في سوق الغاز المسال إلى تعديل مسار الشحنات، إذ سجلت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعًا ملحوظًا وسط زيادة الطلب لأغراض التدفئة.
ومقابل ذلك، تراجع الطلب الآسيوي على الغاز المسال في ظل وفرة المخزونات وانخفضت الأسعار، ما أفقد السوق جاذبيتها ومكاسبها بالنسبة للتجّار.
وتكدست الإمدادات الفائضة في الصين، ما اضطر بعض التجّار ممن لا تتوافر لديهم سعة تخزين مناسبة إلى إعادة بيع شحناتهم سواء إلى السوق الآسيوية أو الأوروبية.
ويكشف الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- حجم الاعتماد الأوروبي على الغاز المسال الأميركي:
وسجلت الأسعار الآسيوية تراجعًا بنسبة 5% منذ مطلع العام الجاري، لتستقر عند 13.90 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، حسب التقديرات يوم الجمعة الماضية.
وبالمقارنة، بلغت أسعار الغاز الأوروبية 14.27 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وفق مؤشر تي تي إف الهولندي، بما يعادل 47.40 يورو (49.30 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة.
(اليورو = 1.04 دولارًا أميركيًا)
وشدد مسؤول تحليل أسعار الغاز المسال لدى منصة أرغوس ميديا المعنية بشؤون الطاقة، مارتن سينيور، على أن غالبية -أو كل- شحنات المحيط الأطلنطي تغيّر وجهتها إلى أوروبا، بعد أن كانت في طريقها إلى دول آسيوية.
ومن شأن الشحنات المتجهة إلى أوروبا أن تلبي الطلب في ظل توقعات تراجع درجات الحرارة شمال غرب القارة، وتعويض نقص الغاز الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب حتى أوكرانيا، بموجب الاتفاق المنتهي مطلع الشهر الجاري.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق