مع اقتراب نهاية المهلة المحددة بـ60 يومًا لانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات على المنطقة في إطار جهودها لتدمير البنية التحتية لحزب الله.
في الوقت ذاته، تسلط إسرائيل الضوء على فشل الجيش اللبناني في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، مما يعقّد عملية الانسحاب.
تفاصيل الحملة
في الأشهر الأخيرة، شنّت إسرائيل سلسلة من الهجمات الجوية على جنوب لبنان بهدف تدمير مواقع حزب الله، وفقًا للمصادر الإسرائيلية، يُتهم الجيش اللبناني بعدم القدرة على فرض تطبيق كامل وفعّال لقرار وقف إطلاق النار، وهو ما كان مقررًا أن يتم بموجب اتفاق 1701، الذي نص على انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني بعد 60 يومًا من توقيعه.
وفي بيان رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تم التأكيد على أن إسرائيل ستواصل عملية الانسحاب بالتدريج حتى بعد انقضاء الـ 60 يومًا، إلى أن يتم تطبيق الشروط الأساسية للاتفاق. فقد كان من المقرر أن ينسحب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل في هذه المدة، ولكن بسبب استمرار وجود حزب الله في الجنوب وعدم انسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني، تتواصل عملية الانسحاب.
إسرائيل تنسق مع الولايات المتحدة
بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الجمعة 24 يناير 2025، أشار مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن إسرائيل تحاول إقناع إدارة الرئيس الأمريكي ترامب بضرورة ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل لضمان بقاء الأوضاع الأمنية تحت السيطرة.
وأكد المصدر أنه رغم جهود الجيش اللبناني، إلا أن حزب الله يواصل انتهاك الاتفاق، ولم يغادر المنطقة كما كان مقررًا.
الانسحاب في الوقت المحدد
أشارت “معاريف” إلى أنه يتم التواصل مع الدول الضامنة للاتفاق مثل الولايات المتحدة وفرنسا، لضمان أن يكتمل الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في الوقت المحدد.
وفي هذا السياق، شدّد المسؤولون الإسرائيليون على ضرورة أن تكون العمليات العسكرية منسقة مع الدول الكبرى لضمان أن حزب الله لن يعود إلى المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
الرغبة في تمديد المهلة
مع اقتراب الموعد المحدد للانسحاب، اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية لبحث التطورات في لبنان. وفي حديثه عن القضية، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوج أن هناك مرونة في المفاوضات مع الولايات المتحدة من أجل تمديد فترة الانسحاب لضمان أن الجيش اللبناني سيتولى المسؤولية الكاملة عن المنطقة.
فيما أشارت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أوريت سترُوك، إلى أنه من خلال جولاتها على الحدود اللبنانية، تبين أن هناك انتهاكات كبيرة للاتفاق من حزب الله، وهو ما يبرر حاجة الجيش الإسرائيلي للاستمرار في تواجده لحماية أمن المواطنين الإسرائيليين. وفي تعليقها على هذه الأوضاع، قالت: “يجب على الجيش الإسرائيلي البقاء على الحدود مع لبنان حتى يتم تأكيد إتمام الانسحاب الكامل لحزب الله.”
حزب الله يضغط
في المقابل، استمر حزب الله في الضغط على الدول الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار، مطالبًا بتطبيقه بشكل كامل. وحذّر الحزب من أن أي تأخير في انسحاب الجيش الإسرائيلي سيعد انتهاكًا للاتفاق ويمثل تهديدًا للأمن اللبناني. ودعا الحزب إلى أن تتخذ الحكومات الدولية الإجراءات اللازمة لضمان تطبيق الاتفاق بكل صرامة.
وقد ذكر بيان لحزب الله أنه يجب على المجتمع الدولي “الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماته بشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان”. وأضاف البيان أن “أي تأخير في هذا الانسحاب سيكون بمثابة انتهاك للسيادة اللبنانية، ويتطلب من الحكومة اللبنانية الرد على هذه الانتهاكات بكل الوسائل المتاحة”.
تعزيز الأمن في الجنوب
رغم الانتقادات الموجهة إليه من إسرائيل، فإن الجيش اللبناني يبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على الأمن في الجنوب، بما في ذلك تعزيز قواته في المنطقة وعمليات تفتيش لمواقع الأسلحة التي يعتقد أنها قد تكون تحت سيطرة حزب الله.
وفي الأيام الأخيرة، اكتشف الجيش اللبناني العديد من الأسلحة المتطورة التي كانت مخزنة في مخابئ سرية في الجنوب، بما في ذلك صواريخ كورنيت وأسلحة نارية أخرى.
تحديات كبيرة
التطورات الأخيرة حول انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان تمثل تحديًا كبيرًا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 1701.
وبينما تسعى إسرائيل إلى تأكيد أمنها واستمرار عملية الانسحاب، يضغط حزب الله على المجتمع الدولي لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل كامل، مما يترك لبنان في موقف حساس للغاية.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق