تفاصيل رسالة تحذيرية من واشنطن إلى الجزائر

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت الجزائر الأسبوع الماضي زيارة لافتة تمثلت في استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الفريق أول مايكل لانغلي، بحضور الفريق أول السعيد شنقريحة.

وجاءت هذه الزيارة في سياق يحمل أبعادًا استراتيجية مهمة، وسط تقارير متزايدة عن تحركات روسية في البحر الأبيض المتوسط ودور الجزائر في هذا الصدد.

بحسب تقرير صادر عن معهد الآفاق الجيوسياسية، حملت هذه الزيارة رسالة تحذيرية من واشنطن إلى الجزائر بشأن دعمها المزعوم لأنشطة بحرية روسية في المتوسط. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقليص روسيا وجودها في قاعدة حميميم البحرية بسوريا، وسعيها لتعزيز حضورها العسكري عبر نقاط دعم جديدة في المنطقة، حيث برزت الجزائر كأحد المحاور الرئيسية في هذه الخطة.

الجزائر بين روسيا وأمريكا: توازن جيوسياسي حساس


تسير الجزائر على خط دقيق في علاقاتها الدولية، إذ ترتبط بعلاقات عسكرية وثيقة مع موسكو باعتبارها المورد الأول للأسلحة، وفي الوقت ذاته تسعى للحفاظ على قنوات تواصل فعالة مع واشنطن، إدراكًا لأهمية الولايات المتحدة في موازنة القوى الإقليمية.

بالنسبة لروسيا، تشكل الجزائر مركزًا استراتيجيًا لتسهيل عملياتها البحرية في غرب المتوسط. المنشآت البحرية الجزائرية تقدم دعمًا لوجستيًا للغواصات الروسية، مما يساعد موسكو في الحفاظ على نفوذها العسكري والاستخباراتي في المنطقة، رغم التحديات التي تواجهها في سوريا.

رسائل واشنطن: تحذير من تداعيات الدور الجزائري


واشنطن بدورها تبدي قلقًا متزايدًا من الدعم الجزائري المحتمل لروسيا، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات بشأن المصالح الأمريكية في المتوسط وشمال إفريقيا.

ووفقًا لمصادر دبلوماسية، كانت زيارة الفريق أول مايكل لانغلي بمثابة رسالة صارمة من الإدارة الأمريكية، مفادها أن استمرار الجزائر في هذا الدور قد يؤدي إلى تداعيات على علاقاتها الثنائية مع واشنطن.

قيادة وزارة الخارجية الأمريكية تنظر بجدية إلى أي تعاون جزائري-روسي قد يؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

ومن خلال زيارة لانغلي، أكدت الولايات المتحدة أن دعم الجزائر لتحركات موسكو في البحر المتوسط يُعد تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية، ما يضع الجزائر أمام خيارات صعبة في توازناتها الدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق