قصة نجاح الفرعون المصري.. «محمد صلاح» من نجريج لقمة العالم

0 تعليق ارسل طباعة

محمد صلاح “الفرعون المصري” اللاعب الذي أصبح رمز عالمي لكرة القدم وأيقونة للأمل والإصرار، بدأ مسيرته الرياضية في قرية صغيرة تدعى "نجريج" في محافظة الغربية بمصر، ومن هذا المكان، استغل جميع الفرص، وواجه كل التحديات، ليصبح اليوم هدف لأندية العالم ويشاهده كل جماهير الساحرة المستديرة في العالم.

ومنذ الصغر، كان صلاح يطمح لأن يصبح لاعب كرة قدم محترف، وواجه في رحلة تحقيق هذا الحلم العديد من التحديات والصعاب التي لم تعوق عزيمته، تحدى “مو” كل الأزمات لأن رحلته كانت مليئة بالعمل الشاق، التضحيات، والإصرار على النجاح، حتى أصبح اليوم أحد أفضل اللاعبين في العالم، وأيقونة لكرة القدم المصرية والعربية.

78%20(1)_5770_041541.jpg
محمد صلاح

محمد صلاح.. من نجريج لقمة المجد الأوروبي

عندما ترى محمد صلاح اليوم في قمة تألقه، يراودك التفكير في قصة لاعب أصبح رمزا للنجاح، وحق حلم يتمنى الكثيرون الوصول إليه، لكن من المؤكد أن وراء هذا النجاح الكبير، هناك رحلة طويلة مليئة بالتحديات والصعوبات، تبدأ من قرية صغيرة في مصر، وتنتهي في أعرق ملاعب كرة القدم العالمية.

ولد محمد صلاح في 15 يونيو 1992 في قرية نجريج، إحدى قرى محافظة الغربية في مصر، ومنذ صغره، كان صلاح يحب كرة القدم، ويشارك كل لحظة من وقته بممارسة اللعبة، كان أمام عينه حلم واحد فقط، وهو أن يشاهده العالم، لكن الواقع لم يكن سهل علبه، كانت الحياة في نجريج بسيطة، لكن صلاح كان لديه إصرار غير عادي لتحقيق حلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم محترف.

Mo-salah_5770_041601.jpg
محمد صلاح في دوري المدارس "دوري بيبسي" 

وفي سن مبكرة، بدأ صلاح بالانضمام إلى دوري المدارس "دوري بيبسي" لدعم المواهب الناشئة، حيث كان يتنافس مع آلاف الأطفال، وكان من بين 70 لاعب تم اختيارهم للانطلاق في مسيرتهم الاحترافية، وهو ما كان بمثابة بداية جديدة له.

ورغم أن هذا الاختبار قد يكون بداية صغيرة، لكنها كانت الخطوة الأولى في انفجار موهبة شهد عليها العالم، خرجت من أرض مصر، لتغزو العالم ويشاهدها الجميع بانبهار غير مسبوق، كانت البداية ليصبح أسم صلاح “غنوة” للجماهير في ملاعب أوروبا وتحديداً جمهور ناديه الحالي “ليفربول”.

" title="YouTube video player" frameborder="0">

بداية التحدي لـ "صلاح".. السفر 3 ساعات يوميًا من نجريج للقاهرة

وفي بداية مسيرته، كان يتدرب صلاح في نادي "المقاولون العرب"، حيث كان يسافر يومياً من قرية نجريج إلى القاهرة، وهي مسافة تصل إلى 3 ساعات بالسيارة، لكن حتى هذه الرفاهية لم تكن متاحة لصلاح، فمن حافلة لأخرى كان يسعى وراء حلمه، واضطر أسطورة ليفربول للسفر على خمس حافلات يومياً للوصول إلى تدريباته، ورغم هذه المعاناة، التي قد تصل البعض لفقدان الشغف، لم يتوقف صلاح عن السعي وراء حلمه.

1663333791_5770_041642.jpg
محمد صلاح مع المقاولون العرب

كانت التدريبات شاقة للغاية على شاب يسافر يومياً 3 ساعات بخمس حافلات، لكن تلك المعناة كانت حافز، وبخل صلاح جهد مضاعف في المران، وبذل عرقه لتحقيق هدفه، وبحلول سن الـ18، وصل إلى نقطة كان يرها في هذا الوقت بعيده، وأصبح صلاح جزء من الفريق الأول لنادي المقاولون العرب، وهو ما شكل نقطة تحول كبيرة في مسيرته.

493649-%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D9%85%D
محمد صلاح مع المقاولون العرب

بداية الشهرة.. من مصر إلى أوروبا

وتمكن محمد صلاح من إظهار مهاراته في الدوري المصري الممتاز، وأصبح نجما لامعا في سماء كرة القدم المصرية، لكن طموحه لم يكن قاصرا على المستوى المحلي، إذ كانت فكرة  العالمية هي طموحه 

ومن الدوري العام كانت الفرص الحقيقية، وتمكن من لفت انتباه نادي بازل السويسري، وسرعان ما طالب ضمه، وكان انتقاله إلى بازل في عام 2012 خطوة هامة نحو مستقبله الكبير، وبطبيعة حياته الشاقة لم يكن انتقاله لسويسرا أمر سهل.

Zenit-bazel_2013_(2)_5770_041701.jpg
محمد صلاح بقميص بازل السويسري

واجه صلاح نجم ليفربول الإنجليزي الحالي العديد من التحديات في البداية، منها صعوبة التكيف مع ثقافة جديدة ولغة مختلفة، وكالمعتاد واجه المشاكل والصعوبات، وتعلم اللغة الإنجليزية بسرعة لتسهيل تواصله مع زملائه ومدربيه.

وبعد نجاحه في سويسرا، جذب صلاح انتباه الأندية الأوروبية الكبرى، وفي يناير 2014، وقع عقد احترافي جديد مع نادي تشيلسي الإنجليزي، ولم يكن انتقاله إلى البلوز بداية رائعة كما كان يتمنى؛ فقد ظل خارج التشكيلة الأساسية للفريق، لكنه لم يستسلم وقرر أن يذهب إلى إيطاليا للبحث عن فرص جديدة والسعي وراء التواجد في الملعب ومواصلة الإبداع.

Mohamed_Salah_with_C_5770_041725.jpg
محمد صلاح في صفوف تشيلسي الإنجليزي
Salah_jersey_with_Ch_5770_041748.jpg
قميص محمد صلاح مع تشيلسي الإنجليزي

التجربة الإيطالية في حياة محمد صلاح "فيورنتينا وروما"

وقرر صلاح خوض رحلة احتراف أخرى في إيطاليا، حيث انتقل إلى نادي فيورنتينا على سبيل الإعارة في فبراير 2015، ومن ثم انتقل إلى روما في 2016، لكن فترة تواجد صلاح لم تكن طويلة في الملاعب الإيطالية.

وأظهر صلاح، مستوى مذهل في مركزه المفضل خط الهجوم، وأصبح أحد أفضل اللاعبين في الدوري الإيطالي، مما دفعه للعودة إلى إنجلترا مرة أخرى، لكن هذه المرة مع نادي ليفربول في صفقة تاريخية.

Mohamed_Salah_2015_5770_041810.jpg
محمد صلاح لاعب فيورنتينا الإيطالي
110756_5770_041822.jpg
قميص محمد صلاح مع روما الإيطالي
mohamed-salah_1nw6wa_5770_041822.jpg
محمد صلاح في صفوف روما الإيطالي

ليفربول يكتب مجد محمد صلاح

وفي 2017 كانت الانطلاقة الأبرز في رحلة محمد صلاح العالمية، حيق وقع عقود انضمامه لفريق ليفربول الإنجليزي في صفقة قياسية، ليصبح أول لاعب مصري ينضم إلى الفريق. 

ومن هنا، بدأ صلاح في كتابة فصل جديد من قصة نجاحه في الملاعب الأوربية، وبقميص الريدز، أظهر مهاراته “الغير عادية” في المباريات، وعرف بسرعته المذهلة، وتحركاته الهجومية الساحرة، ليفوز بقلوب مشجعي ليفربول في جميع أنحاء العالم.

LFC_Parade_2019_03_5770_041914.jpg
محمد صلاح أسطورة ليفربول الإنجليزي

وبعد سنوات من العطاء داخل قلعة إنفيلد، أصبح صلاح أحد أبرز اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وتمكن من تحقيق أرقام قياسية والعديد من ، مثل الفوز بجائزة “أفضل لاعب في الدوري”، وقاد ليفربول إلى العديد من الانتصارات الكبرى، أبرزها فوزه بدوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020.

Salah_Graffiti_in_Ca_5770_041936.jpg
صورة لمحمد صلاح في أحد الشوارع المصرية

"صلاح الملهم" حلم صغير يتحول لحديث العالم 

قصة محمد صلاح ليست مجرد حكاية تخص لاعب كرة قدم، بل هي درس في الإصرار والعزيمة، حيث أن العوامل الصعبة كانت السبب في نجاح الفرعون المصري، الذي قضى سنوات طويلة من الجهد والعمل الشاق.

ومن قرية نجريج إلى قمة دوري أبطال أوروبا، أثبت محمد صلاح أن النجاح لا يأتي إلا بالإرادة والإصرار والمثابرة، كانت الرحلة متعبة ولكنه تحدى الصعاب وتغلب على العقبات ليصبح أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ العالم.

ومع مرور السنوات، ستظل قصة محمد صلاح مصدر إلهام لكل شاب يتطلع لتحقيق أحلامه، لأن النجاح ليس مجرد حظ، بل هو نتيجة للعمل الجاد والإيمان بالقدرة على التغيير، وتلك العوامل هي سبب تكوين شخصية “مو صلاح”.

Mo_Salah_mural,_NYC_5770_041955.jpg
بوستر محمد صلاح في شوارع أوروبا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق