تتصاعد التوترات الدولية مع إحياء النقاش بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول مجموعة من القضايا الاستراتيجية، تتجاوز الأزمة الأوكرانية.
وبينما تُظهر التصريحات المتبادلة تهديدات من جانب ترامب وإطراءات محسوبة من بوتين، تبدو المفاوضات المحتملة بينهما نقطة تحول قد تعيد صياغة العلاقات بين موسكو وواشنطن، وتشمل أجندة جديدة لضبط الأسلحة النووية.
توترات متبادلة بين ترامب وبوتين
شهد الأسبوع الماضي تصعيدًا في التصريحات بين ترامب وبوتين، حيث وصف ترامب بوتين بأنه “يدمر روسيا”، مهددًا بفرض عقوبات اقتصادية. وفي المقابل، أبدى بوتين استعداده للتفاوض مع ترامب، واصفًا إياه بأنه “ذكي” و”براجماتي”، وهذه التصريحات تُظهر محاولة الزعيمين لاستغلال المواقف لإبراز القوة، مع التركيز على الأزمات الراهنة وأولويات كل طرف، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، 27 يناير 2025..
وبوتين الذي يواجه عواقب الحرب المستمرة في أوكرانيا، شدد على أن المفاوضات مع ترامب قد تشمل قضايا استراتيجية مثل ضبط الأسلحة النووية، وهي نقطة يرى بوتين أنها تتطلب اهتمامًا مشتركًا لتفادي سباق تسلح نووي جديد.
أجندة تتجاوز أوكرانيا
أحد المحاور الرئيسية في أي مفاوضات محتملة بين ترامب وبوتين يتمثل في ضبط الأسلحة النووية، ومع انتهاء معاهدة “ستارت الجديدة” في عام 2026، قد تكون هناك حاجة ملحة للتوصل إلى اتفاق جديد، وأبدى بوتين اهتمامًا بمناقشة “الاستقرار الاستراتيجي”، وهو مفهوم يشمل تحديد مواقع الأسلحة النووية وآليات تفتيشها وخطط منع استخدامها.
ومن جانبه، تحدث ترامب عن رغبته في تحقيق “نزع السلاح النووي”، رغم أن هذه العبارة تشير على الأرجح إلى تقليص المخزونات النووية بدلاً من القضاء عليها. ومع ذلك، يظل الغموض يحيط بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات لتحقيق هذا الهدف.
التحديات أمام المفاوضات
تشكل أزمة أوكرانيا عقبة أساسية في طريق أي مفاوضات بين بوتين وترامب، ويصر بوتين على الاحتفاظ بمناطق أوكرانية تحت السيطرة الروسية، ومع ضمان عدم انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي. وفي المقابل، يبدو أن ترامب يركز على إنهاء الحرب بطريقة تعزز صورته كصانع سلام، بغض النظر عن منح أوكرانيا دورًا رئيسيًا في العملية.
ووجه ترامب انتقادات للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، معتبرًا أنه كان بإمكانه تجنب الحرب من خلال التفاوض مع بوتين، وهذا النهج يثير مخاوف من احتمال تقديم ترامب تنازلات تصب في مصلحة روسيا على حساب أوكرانيا.
تحالفات ورهانات مستقبلية
بينما تتجه الأنظار إلى المفاوضات المحتملة بين ترامب وبوتين، يبقى السؤال حول مدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات والوصول إلى اتفاقات تخدم مصالحهما الاستراتيجية، ورغم الترحيب الروسي بالمحادثات، إلا أن الكرملين يستمر في تصوير الولايات المتحدة كخصم، في إشارة إلى تحوطه لاحتمال فشل أي مفاوضات.
وبالتزامن مع ذلك، يحذر خبراء دوليون من أن بوتين سيطالب بأكبر قدر من المكاسب، بما في ذلك الأرض والأمن الاستراتيجي، ومع استمرار التحولات في السياسة العالمية، يبدو أن أي تحالف بين ترامب وبوتين سيكون محكومًا بميزان المصالح والتحديات الجيوسياسية.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق