"الاستقلال" يبعث رسائل انتخابية من الصحراء.. وولد الرشيد يتوقع قيادة الحكومة

0 تعليق ارسل طباعة

“حزب الاستقلال يتطلع بثقة لحسم السباق لرئاسة الحكومة، والمنافسة الانتخابية تظل في إطار التنافس الشريف، ومن حق جميع الأحزاب السياسية السعي وراء تنزيل برامجها الانتخابية وفق انتظارات المواطنين وتوجيهات الملك محمد السادس لضمان التحاق المغرب بركب الدول الصاعدة”؛ الكلام لمولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال منسق الجهات الجنوبية الثلاث.

ولد الرشيد قال في مستهل كلمة ألقاها خلال دورة المجلس الإقليمي للحزب، أمس الجمعة بالعيون، إن الاجتماع يشكل فرصة لتجديد روح التعبئة الحزبية، واستذكار اللحظات المفصلية التي أثبت فيها مناضلو ومناضلات الحزب مكانتهم الريادية، مستحضرا الحشد الجماهيري الذي تجاوز 57 ألف مواطن ومواطنة إبان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

وأضاف أن المؤتمر الثامن عشر للحزب تميز بإجماع واسع على شخص الأمين العام نزار بركة لولاية ثانية، مؤكدا أن “التدافع السياسي الذي طبع التحضير له كان صحيا وإيجابيا، إذ انصب النقاش حول الرؤى والأفكار، ما أسهم في إنجاح المؤتمر وإبرازه بصورة تليق بحزب الاستقلال الذي يمثل ضمير الأمة”.

وتابع قائلا: “منذ اللحظات الأولى للتحضير للمؤتمر الوطني العام الثامن عشر، كان دعمنا للأمين العام واضحا وصريحا، وشمل تزكية مقترح تفويضه صلاحية اقتراح أعضاء اللجنة التنفيذية، في إطار احترام الضوابط التنظيمية للحزب”، مشددا على أن “هذه الآلية ساهمت في تعزيز وحدة الصف الداخلي”.

وبحضور زعيم الاستقلاليين، نزار بركة، سجل ولد الرشيد خلال افتتاحه هذه الدورة المنعقدة تحت شعار “تعبئة شاملة لحزب الاستقلال من أجل الوطن والمواطن”، أن تمثيلية الأقاليم الجنوبية بجهاتها الثلاث داخل القيادة السياسية للحزب حافظت على مكانتها كاملة غير منقوصة، وهو ما يشكل، بحسبه، “فخرا للنخبة السياسية بالمنطقة”، مشيرا إلى أن “هذه المحطة كانت انتصارا حقيقيا لمبادئ الحزب، وعكست التقدير المستحق للأحزاب الوطنية التاريخية ودورها في تأطير المواطنين”.

منسق الجهات الجنوبية الثلاث أكد أن الحزب، بعد استكمال هياكله القيادية، عاقد العزم على تعزيز البناء التنظيمي، وضخ دماء جديدة في مختلف الهيئات والفروع، بهدف تقوية جسور التواصل مع الفئات المجتمعية، والرفع من الجاهزية للاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

ولم يفت القيادي بحزب علال الفاسي التطرق إلى الانتخابات التشريعية المقبلة، إذ شدد على أن حزب الاستقلال يتطلع بثقة لحسم السباق لرئاسة الحكومة، مؤكدا أن المنافسة الانتخابية تظل في إطار التنافس الشريف، وأن الأحزاب السياسية من حقها السعي لتنزيل برامجها الانتخابية وفق انتظارات المواطنين وتوجيهات الملك محمد السادس لضمان التحاق المغرب بركب الدول الصاعدة.

وفي ختام كلمته، وجه ولد الرشيد رسائل تقدير إلى مناضلي ومناضلات الحزب، مثمنا حضورهم القوي في هذا الحدث السياسي، مؤكدا أن “حزب الاستقلال اليوم أكثر تماسكا من أي وقت مضى، وأن الإشاعات المغرضة لن تؤثر على مساره، سواء كانت صادرة عن خصوم الحزب أو بعض الجهات التي فشلت في زعزعة وحدته خلال وبعد انتهاء المؤتمر”.

الاستقلال والتنمية

من جانبه، قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال وزير التجهيز والماء، في كلمة له بمناسبة ترؤسه دورة المجلس الإقليمي للحزب بعاصمة الأقاليم الجنوبية، إن الحزب يواصل التزامه بالعمل الجاد من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز المكتسبات، مضيفا: “نتائجنا الإيجابية في الانتخابات السابقة دليل على ثقة المواطنات والمواطنين في حزب الاستقلال، وهي مسؤولية تحتم علينا مواصلة العمل بجدية وإصرار لخدمة قضايا الوطن والمواطنين”.

وتابع بركة، متحدثا أمام منتسبات ومنتسبي حزب “الميزان” بقصر المؤتمرات، قائلا إن “حزب الاستقلال تمكن من ترسيخ حضوره القوي على الصعيد الوطني من خلال تدبير وزارات وازنة كالتجهيز والماء، الصناعة والتجارة، والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إضافة إلى النقل واللوجستيك، إلى جانب رئاسة مجلس المستشارين التي يشغلها سيدي محمد ولد الرشيد، ما يعكس ثقة المواطنين في الحزب وقدرته على تحمل المسؤوليات الكبرى”.

وأبرز المسؤول الأول عن حزب الاستقلال أن تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية بلغ نسبة 90%، مشيرا إلى أن “هذا النجاح يعكس التزام الدولة بتطوير البنية التحتية وتحقيق التنمية الاقتصادية، إذ تم تعزيز المشاريع الكبرى مثل الطريق المزدوجة الرابطة بين تيزنيت والعيون والعيون والداخلة، وهو مشروع استراتيجي يسهم في تعزيز الرواج التجاري وخلق فرص جديدة وواعدة للاستثمار”.

ولتعزيز التنمية بالأقاليم الجنوبية، شدد الأمين العام على أهمية استثمار المملكة في الطاقات المتجددة، موردا أن “المغرب اليوم أصبح رائدا في إنتاج الطاقات المتجددة، وجهة العيون – الساقية الحمراء تعتبر محورا رئيسيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونياك، إضافة إلى توقيع اتفاقية شراكة مع موريتانيا لربط الداخلة بنواذيبو، وهو ما يفتح آفاقا اقتصادية جديدة لتعزيز التكامل الإقليمي”.

وفي سياق متصل، توقف بركة عند المشاريع المتعلقة بتوسيع الموانئ وتعزيز قطاع النقل الجوي، مبرزا أن “توسيع الموانئ سيمكن من استثمار الثروات السمكية بشكل أمثل، كما أن مضاعفة أسطول الخطوط الملكية المغربية إلى 200 طائرة سيعزز ربط الأقاليم الجنوبية بباقي جهات المملكة، مما يجعلها وجهة سياحية واقتصادية بارزة”.

كما تطرق المسؤول الحكومي إلى تداعيات الجفاف، لافتا إلى أن “الحكومة تعمل على مشاريع كبرى لمعالجة أزمة المياه، مثل بناء خمس بحيرات تلية لتوريد الماشية بإقليم السمارة، وإعادة بناء سد الساقية الحمراء الذي بلغت نسبة تقدم أشغاله 75%، إضافة إلى مشاريع تحلية مياه البحر وحماية العيون من الفيضانات باستثمار 19 مليون درهم”.

وفي ختام كلمته، دعا الأمين العام مناضلات ومناضلي الحزب، خاصة الشباب منهم، إلى الانخراط في برامج الحزب خلال سنة 2025، التي تم تخصيصها لتكون “سنة التطوع والشباب”، قائلا: “نريد تمكين الشباب من الانفتاح على تدبير الشأن العام وأخذ زمام المبادرة، لأنهم القوة الدافعة لمستقبل الحزب والوطن”.

وجدد بركة شكره للمؤتمرين والمناضلين على ثقتهم، مؤكدا أن “الحزب سيواصل التعبئة الشاملة من أجل تعزيز سياسة القرب ومواصلة المسار التنموي”، مشيرا إلى أن “عداء خصوم وحدتنا الترابية نابع من النجاحات الدبلوماسية والاقتصادية التي تحققها بلادنا، ونحن عازمون على الاستمرار في هذا المسار بثبات”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق