أمريكا تفرض رسوما جمركية على أوروبا.. ما تأثير القرار على كندا والمكسيك؟

0 تعليق ارسل طباعة


نشر في: السبت 1 فبراير 2025 - 5:29 م | آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025 - 5:29 م

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستفرض رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن بروكسل تعامل الولايات المتحدة بشكل سيئ.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي ليل الجمعة السبت، قال فيه إن "بعض الدول تتعامل مع بلاده بشكل سيئ في العلاقات التجارية، مما يجعلها تخسر المال". وقال "حتما سأفرض رسوما على الاتحاد الأوروبي، فأوروبا تعاملت معنا بشكل سيئ".

وتابع "إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا يأخذون منتجاتنا الزراعية بشكل أساسي، إنهم لا يأخذون أي شيء تقريبا".

وأشار ترامب إلى العجز التجاري الكبير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتعهد بالقيام بعمل "قوي" ضد التكتل، إلا أنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وخلال حملته الانتخابية، ذكر ترامب خططا لفرض رسوم جديدة تتراوح بين 10% و20% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، قائلا إنها ستعزز الصناعات المحلية وتعالج العجز التجاري.

وأضاف أن واشنطن ستفرض رسوما جمركية جديدة على دول كثيرة، على رأسها كندا والمكسيك والصين.

وأوضح أن الولايات المتحدة أصبحت غنية عبر التاريخ عن طريق ضرائب الجمارك، مؤكدا أنه سيعود إلى هذه الطريقة.

وأشار إلى أنه قد يفرض رسوما جمركية على الرقائق الإلكترونية والنفط والغاز الطبيعي والصلب والألومنيوم والنحاس.

كندا والمكسيك والصين


وأكدت مصادر في البيت الأبيض أن القرار الرئاسي يشمل فرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من كل من كندا والمكسيك، و10% على الواردات من الصين، وأن الرسوم ستدخل حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم السبت، بحسب هيئة البث البريطانية" بي بي سي".

ومن المصادر كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت التي قالت مساء أمس إن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية نسبتها 25% على كندا والمكسيك ورسوما بنسبة 10% على الصين، لكنها أحجمت عن التعليق على إذا ما كانت هناك إعفاءات متضمنة في القرار.

ولم تمر هذه القرارات من دون رد، إذ أعلنت الحكومتان الكندية والمكسيكية أنهما ستتخذان إجراءات مضادة للرسوم الأميركية، بينما حاولتا طمأنة واشنطن بأنهما تعملان على معالجة المخاوف الأمريكية بشأن الحدود والتجارة.

وكانت كندا قد عرضت تقديم حلول بديلة لتجنب الدخول في حرب تجارية شاملة، لكن يبدو أن الإدارة الأميركية ماضية في تنفيذ قرارها من دون أي تراجع.

هذه الخطوات قد تؤدي حسب كثير من المحللين والمتابعين إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها الرئيسيين، مع احتمال اتخاذ تدابير انتقامية من قبل الدول المستهدفة.


وتعد الصين وكندا والمكسيك أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، حيث شكلت السلع التي تستوردها منها 40 في المئة من إجمالي السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة العام الماضي. وتتزايد المخاوف من أن الرسوم الجديدة الباهظة قد تؤدي إلى اندلاع حرب تجارية كبرى فضلاً عن دفع الأسعار إلى الارتفاع في الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في عام 2023، اشترت كندا والمكسيك سلعاً وخدمات أمريكية بقيمة 808 مليارات دولار، وفقاً لمكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية. وفي المقابل، أرسلت كندا والمكسيك سلعاً بقيمة 1.01 تريليون دولار إلى الولايات المتحدة.
وقال معهد بيترسون للاقتصاد الدولي إن واردات البضائع الأمريكية من كلا البلدين تدخل معفاة إلى حد كبير من الرسوم الجمركية أو بأسعار زهيدة للغاية في المتوسط.

 

وكان ترامب قد هدد مرارا بفرض رسوم جمركية على دول الاتحاد الأوروبي بعد إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية، وكان يبرر ذلك بعدم التوازن التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا.

والتهديدات كانت تستهدف بشكل خاص قطاع السيارات الألمانية والفرنسية، إضافة إلى الصناعات الزراعية.

تأثيرات على كندا

وبالنسبة لكندا، تأتي الرسوم الجمركية في وقت من عدم الاستقرار السياسي، بعد أن أعلن رئيس الوزراء جاستن ترودو استقالته من منصبه، ناهيك عن تجديد الرئيس الأمريكي رغبته في ضم كندا، واعداً بخفض ضرائبها في حال باتت ولاية أمريكية.
ووصف السفير معلوف ضم كندا كولاية أمريكية بأنها مسألة "هزلية"، مضيفاً أنه حتى إن كانت رغبة واشنطن جادة، فإن الأمر سيستغرق سنوات قبل أن يتحقق ذلك.

التأثيرات على المكسيك

قالت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم، الجمعة، إن الحكومة المكسيكية كانت تعمل منذ أشهر على خطة للرد على الرسوم الجمركية المحتملة.


وأوضحت أن المكسيك مستعدة لأي سيناريو، مضيفة أن المكسيك "تفعل كل ما في وسعها" لمنع تنفيذ الرسوم الجمركية، قائلة "ماذا نريد؟ أن يسود الحوار باحترام".

والمكسيك ليست أفضل حالاً من كندا فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، لاسيما وأن شركاتها استفادت من العمالة الرخيصة واتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي دخلت حيز التنفيذ في يوليو 2020 وحلت محل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق