نشر في: السبت 1 فبراير 2025 - 7:15 م | آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025 - 7:15 م
أقام البرنامج الثقافى لمعرض القاهرة للكتاب فى دورته الـ56، ندوة ضمن محور «المصريات» لمناقشة كتاب «فى حضرة التاريخ والمؤرخين» للدكتور المؤرخ أحمد زكريا الشلق.
شارك فى النقاش الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، وأدار الجلسة الدكتور عبد الحميد شلبى، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر.
استهل الدكتور عبد الحميد شلبى الندوة بالإشادة بها، واصفًا إياها بـ«التاريخية» نظرًا لحضور اثنين من عمالقة التاريخ. وأوضح أن الندوة مخصصة لمناقشة أحدث الأعمال العلمية للدكتور أحمد زكريا الشلق، مشيرًا إلى أنه طالما أتحفنا بإنتاجه العلمى الرصين.
وقال إن مجرد ذكر اسم الدكتور زكريا يعنى أننا أمام عالم جليل يأخذنا فى كتابه إلى عوالم من الثقافة والفكر والأحداث التى مرت بها مصر. من جانبه، رحب الدكتور أحمد زكريا الشلق بالضيوف والحضور، موضحًا أن الكتاب صدر منذ أسابيع قليلة، ومشيرًا إلى أن «التاريخ شيخ»، ونحن ندخل مقام هذه الحضرة.
وأضاف أن العنوان قد يبدو جذابًا، لكنه يخشى ألا تكون الموضوعات بنفس الجاذبية. وأوضح أن الكتاب يتناول عدة فصول تضم دراسات تاريخية علمية موثقة عن الجبرتى، والإسكندرية فى القرن التاسع عشر، ومحمد على وحكم مصر. كما يحتوى القسم الثانى على مجموعة مقالات عن السير الذاتية لمفكرين وشخصيات تاريخية بارزة.
ولفت إلى أنه اجتهد فى كتابة هذا الكتاب على مدار ثلاث سنوات، معتمدًا على دراسات وأبحاث دقيقة، مشيرًا إلى أن قراءة فصل تولى محمد على باشا ستكون ذات فائدة كبيرة للقارئ.
وأكد «الشلق» أن الدراسات الأكاديمية ليست حكرًا على الأكاديميين، لكنها تتطلب الالتزام بالمنهج العلمى والتوثيق الدقيق.
وأضاف أن جوهر القضية يكمن فى المنهج، مشددًا على أن المؤرخ يجب أن يكون موضوعيًا وغير منحاز، حتى تصبح أعماله مرجعًا يُعاد طباعته مرات عديدة بفضل مصداقيته.
كما أكد أن الموضوعية هى أحد أسس التفكير العلمى، لافتًا إلى أن النقد يمثل تحديًا للاستسلام، وأنه ينبغى للقارئ ألا يسلّم بكل ما يقرأ، فالتاريخ ليس مجرد سرد، بل عملية تحليلية نقدية.
وأشار «الشلق» إلى أن الكتاب يتضمن سيرة عن طه حسين، موضحًا أنه اعتكف شهورًا لقراءته قبل أن يكتب عنه عشر صفحات توفر للقارئ المعاصر رؤية مكثفة وسهلة الاطلاع.
كما تطرق إلى سيرة إدوارد سعيد وشهادته عن القاهرة، معتمدًا على قراءة متعمقة لمؤلفاته. فى سياق متصل، أعرب الدكتور محمد صابر عرب عن سعادته بالمشاركة فى الندوة، مشيدًا بالدكتور الشلق الذى ينتمى إلى جيل قدم إسهامات إنسانية وأكاديمية رائعة.
وأكد أنه لا يتمنى أن يكون هذا الكتاب هو الإنجاز الأخير للدكتور زكريا، بل يتطلع إلى المزيد من إنتاجه العلمى. وأضاف الدكتور عرب أن الكتاب يتميز بلغة سلسة وجذابة، مؤكدًا أنه لو لم يكن الدكتور زكريا أستاذًا للتاريخ، لكان أستاذًا فى اللغة، نظرًا لاستخدامه الفلسفة فى كتاباته، مشيرًا إلى أن الدكتور زكريا يمتلك رؤية فلسفية عميقة وأسلوبًا أدبيًا متميزًا.
كما أوضح «عرب» أن العديد من مؤلفات الدكتور زكريا تُدرَّس لطلاب الدراسات العليا، معلنًا عزمه تدريس بعض موضوعات هذا الكتاب للطلاب. وأشاد بالطريقة التى حلل بها الدكتور زكريا الأحداث وأضفى عليها أبعادًا اجتماعية وتاريخية وسياسية، خصوصًا فى الفصل الذى تناول شخصية محمد على والجبرتى، مؤكدًا أن الكتاب سيظل مرجعًا مهمًا فى تاريخ مصر الحديث لسنوات قادمة.
وأشار إلى أن عنوان الكتاب جذاب ومعبر، حيث يربط بين التاريخ والمؤرخين بشكل وثيق. كما أكد أن الدكتور زكريا قدم معالجة متميزة فى قسم المقالات، إذ تحرى الدقة والتحقيق العلمى بمنهجية رفيعة.
واختتم «عرب» حديثه بالإشادة بما كتبه الدكتور زكريا الشلق عن طه حسين، مؤكدًا أن تحليله يفوق فى أهميته ما كتبه نقاد الأدب عنه. كما أبدى إعجابه بما قدمه المؤلف عن الشيخ عبد الوهاب النجار، مشيرًا إلى أن النص يفقد قيمته دون عقل ناقد قادر على تحليله وفهم أبعاده.
0 تعليق