ترمب ينسف خطط استثمارات المناخ في كولومبيا.. 40 مليار دولار تتبخر

0 تعليق ارسل طباعة

اقرأ في هذا المقال

  • استثمارات المناخ في كولومبيا تعود إلى نقطة الصفر بإعادة انتخاب ترمب
  • كانت كولومبيا تعول على إدارة بايدن في تأمين تمويلات مناخية
  • أطلقت كولومبيا محفظة استثمارات لجذب تمويلات مناخية بقيمة 4 مليار دولار
  • الاضطرابات السياسية في ألمانيا تفاقم الوضع بشأن استثمارات المناخ في كولومبيا
  • قد تبرز الصين بديلاً عن أميركا لتمويل خطط المناخ في كولومبيا

عادت خطط استثمارات المناخ في كولومبيا إلى نقطة الصفر مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مجددًا، إلى البيت الأبيض في شهر يناير/كانون الثاني المنصرم.

وكانت بوغوتا تعول على إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، المؤيدة لسياسات المناخ والتحول الأخضر، في جمع التمويلات المطلوبة البالغة قيمتها 4 مليارات دولار لمساعدتها على الاستثمار في قطاع الطاقة النظيفة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

لكن سرعان ما تبخّرت أحلام استثمارات المناخ في كولومبيا عقب إعادة انتخاب ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، نظرًا إلى سياساته المعادية لتحول الطاقة وتفضيله مصادر الوقود الأحفوري الحساسة جدًا للبيئة.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي أطلقت كولومبيا محفظة استثمارية جديدة لمساعدتها على التحول العادل للطاقة والحفاظ على النظم البيئية واستعادتها والتكيف مع تغير المناخ، آملة في أن تجذب التمويلات المذكورة.

مغازلة أميركا

تغازل وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد غونزاليس المسؤولين في الولايات المتحدة لإبرام تمويلات أولوية لمساعدة بلادها على تحويل اقتصادها إلى الطاقة المتجددة بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري.

وكانت كولومبيا تستهدف إبرام صفقة مع الولايات المتحدة في أثناء إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وأرسلت بالفعل وفدًا إلى واشنطن في أوائل الشهر الفائت للعمل على إنجاز هذا الهدف.

غير أن تلك المساعي لم يُقدر لها النجاج، واضطرت بوغوتا إلى انتهاج سياسة جديدة؛ إذ صرحت غونزاليس بانها ما تزال تأمل في "إبرام حزمة مالية جيدة" بحلول انعقاد قمة المناخ كوب 30 المقرر لها في البرازيل في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد
وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد -الصورة من بلومبرغ

اضطرابات سياسية

أضافت الاضطرابات السياسية في ألمانيا، وهي دولة أخرى كان من المقرر أن تتولى دوراً قيادياً في صفقة تمويلات استثمارات المناخ في كولومبيا، إلى التعقيدات ذات الصلة.

وبناءًا عليه صرحت غونزاليس: "كان علينا أن نحول إستراتيجيتنا بالكامل"، في مقابلة طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضافت:" كنا نتوقع أن تتعاون مجموعة من الدول سويًا لدعم الخطة التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، لكن وبحصول تحول سياسي في كلتا الدولتين، اضطرتا إلى التراجع".

إجراءات ترمب

في أول يوم رئاسي له في البيت الأبيض خلال ولايته الثانية، اتخذ دونالد ترمب خطوات لسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ 2015، وألغى خطة تمويل المناخ العالمية الأميركية كما أوقف كافة المساعدات الأجنبية؛ ما يعكس تراجعًا عن التزامات واشنطن المناخية.

وتسهم إعادة انتخاب ترمب رئيسًا للولايات المتحدة، وصعود التيار الشعبوي عالميُا بإضافة تحديات جديدة تعرقل إبرام أية اتفاقيات بشأن تمويلات المناخ العالمية في وقت تجد فيه الدول النامية نفسها في أمس الحاجة إلى تلك التمويلات للتعافي من آثار المناخ والاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة.

وقال أستاذ الابتكار والسياسات العامة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو ديفيد فيكتور الذي يتابع عن كثب دبلوماسية المناخ العالمية، إن التراجع عن دعم العمل المناخي من شأنه أن " يخلق غطاءًا لدول أخرى تنوي أن تقول إنها تريد بذل جهود أقل بخصوص التمويلات المناخية والسيطرة على الانبعاثات الكربونية".

دونالد ترمب
دونالد ترمب -الصورة من موقع المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية

استثمارات المناخ

تستهدف خطط استثمارات المناخ في كولومبيا جذب تمويلات في قطاع الطاقة النظيفة وتحقيق إيرادات تحل محل نظيراتها المتحققة من الوقود الأحفوري.

ويُتوقع التراجع عن خطط استثمارات المناخ في كولومبيا بعدما أنهت البلاد العمل بخطط استكشافات النفط والغاز الجديدة قبل عامين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحاكي خطط كولومبيا المناخية ما يُطلق عليه شراكات التحول العادل للطاقة (Just Energy Transition Partnerships)، وهي يرامج شراكة حكومية دولية تلامس قيمتها عدة مليارات من الدولارات، وقعت عليها الدول الغنية وبلدان أخرى مثل إندونيسيا وجنوب أفريقيا وفيتنام.

وتستهدف شراكات التحول العادل للطاقة تسريع التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري عبر تنسيق الموارد المالية والمساعدة الفنية من بلدان الشمال العالمي إلى البلدات المتلقية لمساعدتها في هذا الخصوص.

وقال مبعوث المناخ والطاقة الخاص بإندونيسيا إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب "لديه عزم" على سحب بلاده من شراكات التحول العادل للطاقة، موجهًا بذلك ضربة موجعة إلى اتفاقية طالما واجهت تحديات سياسية وبيروقراطية محلية في جمع التمويلات المصرفية العالمية.

الصين بديل

قالت وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد غونزاليس إن بلادها تعمل حاليًا مع بلدان أخرى كي يصبحوا شركاءًا رائدين، رافضة أن تذكر اسماء دول بعينها، غير أنها سبق وأن أوردت الصين كبديل للولايات المتحدة في تمويل خطط استثمارات المناخ في كولومبيا.

كما أضافت غونزاليس أنها تقابلت كذلك مع ممثلين عن القطاع الخاص وجمعيات خيرة في أثناء زيارتها الأخيرة إلى واشنطن.

وستقدم الحكومة الكولومبية ما يصل إلى 30% من التمويلات إلى الخطة، متوقعةً أن تسم حكومات الدول المتقدمة في منح تمويلات إضافية.

وأشارت غونزاليس إلى أن الحكومة تعمل كذلك مع بنك التنمية للبلدان الأميركية آي دي بي (IDB) وهيئة ائتمان الصادرات في البلاد، بروكولومبيا (ProColombia)، للمساعدة في سد احتياجات الاستثمار المتبقية.

وتابعت: "إننا نشهد تحولاً في القيادة، لكننا مستمرون في إستراتيجيتنا بشأن خطط استثمارات المناخ في كولومبيا"، مردفةً: "هناك فرص كثيرة عالميًا".

موضوعات متعلقة..

اقرًا أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق