شهد إنتاج مصر من الغاز الطبيعي العديد من المؤشرات الإيجابية خلال أول شهر من عام 2025، قد تعزز الإمدادات وتفتح الباب أمام العودة للتصدير.

وتعاني مصر، في الآونة الأخيرة، تراجع إنتاجها من الغاز وعدم قدرته على تلبية الطلب المحلي؛ ما دفعها إلى وقف التصدير منذ منتصف العام الماضي، والعودة للاستيراد مرة أخرى بعد توقف دام 5 سنوات.

وبحسب بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024"، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، قفزت واردات مصر من الغاز المسال إلى 2.8 مليون طن (منها 0.3 مليون طن عبر الأردن) خلال العام الماضي، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2017.

وتشير التقديرات الأولية، الصادرة عن وحدة أبحاث الطاقة، إلى أن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تراجع خلال العام الماضي إلى 4.4 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 5.5 مليار قدم مكعبة يوميًا في 2023.

وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة 5 تطورات إيجابية، خلال شهر يناير/كانون الثاني 2025، تفتح الباب أمام آمال زيادة إنتاج مصر من الغاز والعودة مرة أخرى إلى السوق العالمية بصفتها مصدّرًا.

1 - بدء الإنتاج من آبار المرحلة العاشرة

نجحت شركة خدمات البترول البحرية (PMS) في وضع آبار المرحلة العاشرة من مشروع تنمية حقل غاز غرب الدلتا العميق، التابع لشركة البرلس للغاز على خريطة الإنتاج، بحسب إعلان صادر في 27 يناير/كانون الثاني.

ووصفت وزارة البترول المصرية خطوة "خدمات البترول البحرية" بأنها الأولى لشركة مصرية وعربية تكون قادرة على تنفيذ مشروعات كبرى في المياه العميقة بمعايير عالمية، باستعمال تقنيات متطورة مثل معدات التحكم الآلي تحت الماء.

وكان قد سبق ذلك في الشهر نفسه، نجاح شركة شل في بدء الإنتاج من بئرين من أصل 3 في المرحلة التطويرية العاشرة من امتياز غرب الدلتا البحري العميق بمعدل 86 مليون قدم مكعبة يوميًا، ليرتفع إجمالي الإنتاج بالمنطقة لـ286 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وتشير التقديرات إلى أن الإنتاج من الآبار الـ3 سيرتفع إلى 160 مليون قدم مكعبة يوميًا؛ وهو ما يدعم خطوات زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي.

ويرصد الرسم البياني التالي -من ملف الحصاد السنوي لوحدة أبحاث الطاقة- إنتاج مصر من الغاز بين عامي 2014 و2024:

2- اكتشاف غاز في بئر نفرتاري

شهد يناير/كانون الثاني 2025، العثور على مكامن جديدة؛ ما يفتح الباب أمام زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي.

وفي 15 يناير/كانون الثاني 2025، أعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية عثورها على خزانات تحمل الغاز بعد حفر بئر نفرتاري-1 بمنطقة شمال مراقيا في غرب البحر المتوسط، ولا تزال النتائج تحت التقييم.

ويُشار إلى أنه منذ الربع الأخير من العام الماضي (2024)، انطلقت أعمال الحفر في أكثر من منطقة غرب البحر المتوسط للبحث عن آبار للغاز الطبيعي، ومنها بئر نفرتاري.

وتعمل شركة إكسون موبيل العالمية في المنطقة بصفتها مشغلًا رئيسًا في امتياز شمال مراقيا بحصة 60%، في حين تمتلك "قطر للطاقة" 40% من الامتياز.

3- إنهاء حفر بئرين في حقل ريفين

في 20 يناير/كانون الثاني 2025، نجحت شركة "بي بي" البريطانية في إنهاء أعمال حفر بئرين بـحقل ريفين الواقع قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط.

وهو ما يمثّل تمهيدًا لقرب بدء إنتاج 200 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى 10 آلاف برميل يوميًا من المكثفات.

ومع الانتهاء من أعمال الحفر، تنفذ وزارة البترول المصرية -حاليًا- أعمال التركيبات البحرية لربط البئرين بشبكات الإنتاج الموجودة بالبحر المتوسط.

ومن المتوقّع بدء الإنتاج من البئرين خلال فبراير/شباط المقبل، أي قبل الموعد المتوقع سابقًا بـ3 أشهر، ليسهم ذلك في زيادة إنتاج مصر من الغاز الطبيعي.

ويُشار إلى أن شركة النفط البريطانية بي بي بدأت حفر البئرين البينيتين في حقل غاز ريفين خلال النصف الثاني من العام المنقضي (2024) باستثمارات 200 مليون دولار.

وبحسب قاعدة حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، قد يصل إنتاج مصر من الغاز من مشروع غرب الدلتا البحري -ومنها حقل ريفين- إلى 600 مليون قدم مكعبة يوميًا، بعد أن تراجع إلى 400 مليون قدم مكعبة يوميًا.

4 - اكتشاف 75 مليار قدم مكعبة من الغاز

أعلنت شركة بترول الصحراء الغربية "ويبكو" -في 20 يناير/كانون الثاني 2025- نجاحها في تحقيق اكتشاف غاز بمنطقة بدر-1 من خلال البئر الاستكشافية 10-2X، ودخلت حيز الإنتاج الفعلي بمعدل 20 مليون قدم مكعبة يوميًا.

وتصل احتياطيات الغاز في البئر الاستكشافية الجديدة إلى 75 مليار قدم مكعبة، مقسمةً بين 15 مليار قدم مكعبة غاز ونصف مليون برميل مكثفات، بالإضافة إلى 60 مليار قدم مكعبة غاز و3 ملايين برميل مكثفات احتياطيات غير منماة.

وفي السياق ذاته، كشفت الحكومة، خلال يناير/كانون الثاني الجاري، عن حفر 105 آبار جديدة؛ منها 10 آبار غاز خلال الأشهر الـ6 الماضية، نتيجة الانتظام في سداد مستحقات الشركاء الأجانب، وهو قد يدعم زيادة إنتاج مصر من الغاز.

5 - تطورات جديدة في حقل ظهر

في 28 يناير/كانون الثاني (2025)، استقبل حقل ظهر سفينة الحفر "سايبم 10000" في إطار سعي مصر بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية في حفر آبار جديدة للعمل على زيادة إنتاجه مرة أخرى.

وتطمح مصر إلى أن تُسهم أعمال الحفر الجديدة في إضافة نحو 220 مليون قدم مكعبة يوميًا للإنتاج، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وكان إنتاج حقل ظهر قد تراجع إلى 1.8 مليار قدم مكعبة يوميًا من الغاز، مقابل 1.9 مليار قدم مكعبة خلال النصف الأول من العام الماضي.

وجاء ذلك ضمن مخطط للحكومة المصرية بضخ استثمارات بقيمة 535 مليون دولار خلال العام المالي الحالي، لتنفيذ أنشطة خطة تنمية حقل ظهر، بالتعاون مع إيني الإيطالية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. إنتاج مصر من الغاز من مبادرة بيانات المنظمات المشتركة (جودي)
2. واردات مصر من الغاز المسال من وحدة أبحاث الطاقة.