يقترب حقل غاز كبير في إيران من إبرام عقود جديدة بقيمة 17 مليار دولار أميركي -قريبًا- من أجل زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المحلي.

يأتي ذلك في إطار مشروع زيادة ضغط الغاز لتعويض التراجع الطبيعي؛ بما يمهد لزيادة الإنتاج في حقل بارس الجنوبي المشترك بين قطر وإيران، وفق آخر تحديثات قطاع الغاز الطبيعي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُقدَّر احتياطيات حقل غاز بارس الجنوبي بنحو 14 تريليون متر مكعب لتشكل نحو 8% من احتياطيات العالم، وأكثر من 40% من احتياطيات الغاز المؤكدة في إيران.

ويمتد القطاع الإيراني من حقل الغاز الأكبر في العالم والمعروف في قطر باسم حقل الشمال على مساحة 3 آلاف و700 كيلومتر، وتديره شركة النفط الوطنية الإيرانية (NIOC).

حقل بارس الجنوبي

كشف مدير قطاع الهندسة والتطوير في شركة النفط الوطنية الإيرانية رضا دهقان، النقاب عن قرب إبرام 7 عقود داخل مشروع زيادة ضغط الغاز بحقل بارس الجنوبي.

يأتي ذلك بعد إكمال دراسات أولية وتوقيع اتفاقيات بقيمة 400 مليون دولار مع 4 مقاولين رئيسين، خلال العام الماضي (2024)، هم شركة بتروبارس (Petropars) و"أويك" (OIEC) و"مبنا" (MAPNA) وخاتم الأنبياء للإنشاءات.

وستلبي المكونات المحلية أكثر من 70% من احتياجات المشروع ولا سيما الضواغط التوربينية التي ستوفرها شركة "توغا" التابعة لـ"مبنا" و "أويل تربو كومبرسور" (Oil Turbo Compressor).

وبذلك، سيعزز مشروع زيادة ضغط الغاز الخبرات الفنية المحلية وخاصة المرتبطة بتصميم وبناء منصات زيادة الضغط والمرافق ذات الصلة.

كما سيوفر 17 ألف فرصة عمل مباشرة وأكثر من نصف مليون فرصة غير مباشرة خلال أعمال التنفيذ.

ويستهدف المشروع معالجة تراجع ضغط الغاز الطبيعي بعد مرور 3 عقود من الاستخراج في كل من إيران وقطر؛ إذ تشير دراسات إلى إن إنتاج الحقل سيتراجع بمقدار 28 مليون متر مكعب يوميًا بحلول عام 2026، ثم إلى 42 مليون متر مكعب يوميًا بحلول 2028.

حقل غاز بارس الجنوبي

يلبي حقل غاز بارس الجنوبي 70% من استهلاك الغاز بالمنازل والصناعة وتوليد الكهرباء، علاوة على أكثر من 40% من احتياجات البنزين.

ولذلك، يقول مدير الهندسة والتطوير في شركة النفط الوطنية الإيرانية رضا دهقان، إن مشروع زيادة ضغط الغاز في حقل بارس الجنوبي ذو أولوية إستراتيجية لوزارة النفط للحفاظ على مستويات الإنتاج.

وانطلاقًا من أهمية المشروع، قررت الشركة الوطنية نقل إدارة المشروع إلى المقر الرئيس في العام الماضي (2024)، وكذا بدء إجراء الدراسات الفنية والهندسية اللازمة قبل التنفيذ.

وبحسب المسؤول؛ فمشروع ضغط الغاز خطوة مهمة في جهود إيران للحفاظ على مكانتها بوصفها أحد أكبر منتجي الغاز في العالم، كما يعزز الاستفادة من القدرات المحلية ويدفع النمو الاقتصادي عبر توفير فرص عمل وتطوير الصناعة.

ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- وجود إيران على قائمة أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم:

وبحسب المسؤول، ستكون لانخفاض ضغط الغاز عواقب جسيمة على أمن الطاقة والاقتصاد في إيران بسبب دور الحقل المهم.

وعلى نحو خاص، ثمة حاجة ملحّة لتنفيذ المشروع وخاصة في المربعات على الحدود مع قطر، لتعويض تراجع الضغط ومنع انخفاض الإنتاج وهجرة الغاز بما يؤدي بالنهاية إلى ضبط الخلل في إنتاج الغاز والبنزين.

ولذلك، دعا دهقان المجلس الاقتصادي إلى تسريع استصدار الموافقات اللازمة لضمان تنفيذ العقود المذكورة قبل حلول نهاية العام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر: