الاثنين 03 فبراير 2025 | 12:26 مساءً
منذ ملايين السنين، لطالما كانت الأرض محور اهتمام العلماء في مختلف المجالات، لكن بعض الأسرار العميقة التي تخبئها تحت سطحها ما زالت تثير الدهشة وتجذب اهتمام الباحثين.
أحد أبرز هذه الاكتشافات هو وجود قارات عظيمة غير مرئية تقع على عمق آلاف الكيلومترات تحت سطح الأرض، والتي كشفت عنها الأبحاث الحديثة، مما يميط اللثام عن أسرارها المدهشة.
ما هو الوشاح؟
يُعتبر الوشاح الأرضي المنطقة التي تقع بين القشرة الأرضية والنواة المنصهرة، وتوجد به صخور صلبة تمتد على مسافة 2900 كيلومتر. كان يُعتقد سابقًا أن هذه المنطقة مزيج متجانس، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت وجود مناطق ضخمة غير ممزوجة، تشبه الكتل غير المتجانسة في العجينة، مما يشكل تحديات جديدة لفهم تركيبة الأرض العميقة.
اكتشاف القارات السوبر المدفونة
من بين هذه المناطق، اكتشف العلماء قارات ضخمة مدفونة تحت سطح الأرض على عمق عدة آلاف من الكيلومترات. تقع إحداها تحت قارة أفريقيا، بينما تقع الأخرى تحت المحيط الهادئ.
وقد تمكن الباحثون، من خلال استخدام طرق جديدة لتحليل البيانات الزلزالية، من اكتشاف تفاصيل غير معروفة سابقًا عن هذه القارات المدفونة. ويعتقد العلماء أن هذه "القارات السوبر" قد تكون أقدم بكثير مما كان يُعتقد في السابق، وربما تلعب دورًا رئيسيًا في حركة الصفائح التكتونية.
الزلازل كدليل
منذ أكثر من خمسين عامًا، لاحظ العلماء لأول مرة وجود هذه القارات المدفونة عندما ظهرت في البيانات الزلزالية كشذوذ غير متوقع.
عندما تواجه الأمواج الزلزالية هياكل غير عادية في الوشاح، تتغير سرعتها، مما يساعد علماء الزلازل في فهم المزيد عن التركيبة الداخلية للأرض.
وفي دراسات لاحقة، اكتشف الباحثون أن هذه المناطق المدفونة تشكل حوالي 20% من الحدود بين الوشاح والنواة، وأن كل قارة مدفونة تمتد لمئات الآلاف من الكيلومترات.
كيف تساهم هذه الاكتشافات في فهم الأرض؟
توصل الباحثون إلى أن هذه القارات السوبر قد تعمل كدعامات في الوشاح الأرضي، مما يعني أنها ربما تكون قد صمدت لأكثر من نصف مليار عام.
كما يعزز هذا الاكتشاف فرضية أن الوشاح ليس متجانسًا كما كان يُعتقد سابقًا، بل على العكس، يعتقد العلماء أن هذه الهياكل المدفونة قد تؤثر بشكل مباشر على حركة الصفائح التكتونية.
ومن خلال التحليل الجديد للبيانات الزلزالية، بات بإمكان العلماء إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد يساعد في فهم ما يحدث تحت سطح الأرض بدقة أكبر.
هذا النموذج سيمكن العلماء من دراسة كيفية تأثير هذه الهياكل المدفونة على سلوك الصفائح التكتونية، بما في ذلك الزلازل والبراكين، بطريقة قد تغير الفهم التقليدي لكيفية عمل كوكبنا.
0 تعليق