تعد العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية من الملفات الحيوية في السياسة الإقليمية، خاصة في ظل المتغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
بعد فترة طويلة من التوترات، تبرز في الأفق فرصة لبناء علاقات جديدة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل، وتشير زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى السعودية بعد تنصيبه إلى انفتاح سياسي سوري على العالم العربي، خصوصًا تجاه المملكة التي تعد لاعبًا محوريًا في المنطقة.
تعزيز العلاقات مع السعودية
وقال الدكتور أسامة دنورة، الباحث بالشؤون السياسية في تصريحات لشبكة “رؤية” الإخبارية، إن العلاقات مع السعودية هامة جدًا بالنسبة للقيادة السورية الجديدة.
وأضاف، الموضوع لا يتعلق فقط بكون المملكة دولة محورية في المنطقة والإقليم، وكونها دولة أساسية في المنظومتين الخليجية والعربية، بل يتعلق كذلك بخيارات القيادة الجديدة في ترسيخ أولوية البعد العربي في العلاقات الخارجية، فضلاً عن سياسة اليد الممدودة التي تتبعها القيادة السورية تجاه الأطراف الإقليمية والدولية بلا استثناء تقريبًا.
استقرار سوريا والدعم السعودي
ومن هنا، حسب دنورة، فإن توجه الرئيس السوري إلى المملكة العربية السعودية كوجهة أولى، ومباشرة بعد تنصيبه في موقع الرئاسة، يحمل دلالات واضحة وهامة ينتظر أن تكون بمثابة الدفع المبدئي لهذه العلاقات ووضعها على السكة الصحيحة، لا سيما في ظل التجاوب الرسمي والاستقبال السعودي الحار للوفد السوري.
وتابع، أن استقرار سوريا وخروجها من سياسة الصراعات الإقليمية هو مصلحة مؤكدة لجميع الدول التي تسعى للسلام والاستقرار والازدهار، والمملكة العربية السعودية لها مساهمات تنموية سياسية واقتصادية وأيادٍ بيضاء لدى العديد من الدول العربية.
ويرى دنورة أنه من منطلق حرص المملكة الدائم للاستقرار، والحاجة المتجددة له، لا سيما في ظل رؤية 2030 التنموية، وأهمية موقع سوريا الجيوبوليتيكي والسياسي ضمن المنظومتين العربية والإقليمية، جميعها عوامل تدفع إلى التفاؤل باستمرار وتنامي الدعم السعودي لسوريا.
تفكيك العوائق السابقة
قال المحلل السياسي خلال حديثه لـ”رؤية” إن القيادة السورية الجديدة عملت ولا تزال تعمل بدأب، على تفكيك أي ألغام تم زرعها في الماضي في طريق العلاقات السورية الخليجية.
وهذه البداية المشجعة تدفع للتفاؤل بكون العراقيل والعوائق التي كانت في الماضي قد زالت بشكل نهائي، وأصبح من المتاح البناء على منظومة جديدة من العلاقات السورية العربية، والسورية الخليجية بصفة خاصة، لا سيما أن المقدمات تشير إلى عزم الدولة السورية على استكمال انفتاحها على الدول العربية ضمن اتجاهات ودول عربية محورية أخرى ينتظر أن تشهد تطورًا ملموسًا في العلاقات.
ترسيخ التوجه العربي
في المحصلة، حسب ما يرى دنورة، فإن عوامل التاريخ والانتماء والواقع السياسي والاقتصادي تدفع بمجملها سوريا نحو التأكيد على ترسيخ محورية التوجه العربي في سياستها الخارجية.
وهو ما سيتم تدعيمه بالاتفاقيات الثنائية من جهة، وبالمساعدة العربية في رفع العقوبات وإعادة الإعمار، وتحقيق الاندماج الأمثل بعد سنوات طويلة من الغياب الفعلي عن البعد العربي.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق