اشتعل حريق جديد في توربين رياح بشرق إنجلترا، ما يثير المخاوف بشأن هذا المصدر النظيف لتوليد الكهرباء في المملكة المتحدة.

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استُدعِيَت خدمات الطوارئ إلى مزرعة كولدهام للرياح صباح يوم الأحد (2 فبراير/شباط 2025)، إذ شوهد دخان أسود يتصاعد من أحد التوربينات الـ8.

ووصل رجال الإطفاء إلى موقع الحادث، وتمكّنوا من السيطرة على الحريق، ومن المفترض أن يُجْروا المزيد من عمليات التفتيش لتحديد سبب الحريق.

حريق في توربين رياح

تعليقًا على اندلاع حريق في توربين رياح، قال متحدث باسم خدمة الإطفاء والإنقاذ في كامبريدجشير: "نحو الساعة 10 صباحًا يوم الأحد، استُدعِيَت أطقم من مارش وستانغراوند إلى حريق على طريق مارش في كولدهام".

وأضاف: "وصل رجال الإطفاء ليجدوا حريقًا يتضمن توربين رياح.. بالعمل مع الموظفين في الموقع، جعلوا المنطقة آمنة، وسمحوا بإطفاء الحريق بأمان".

وأوضح أن الأطقم غادرت مكان الحادث بحلول الساعة 1 ظهرًا، وأجروا عمليات تفتيش منتظمة طوال اليوم، للتأكد من بقاء المنطقة آمنة.

وقال: "سيُجرون المزيد من عمليات التفتيش هذا المساء، وسيحددون تمامًا سبب الحريق".

ووفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، بُنِيَت مزرعة كولدهام للرياح في عام 2005 بوصفه مشروعًا مشتركًا بين شركة سكوتيش باور رينيوبلز (ScottishPower Renewables) ومجموعة كو أوبريتيف (Co-Operative Group).

حرائق سابقة لتوربينات الرياح

تحتوي توربينات الرياح على بعض المواد شديدة الاشتعال، وإذا كانت التوربينات معيبة واشتعلت شرارة، يُمكن أن تنتشر النيران بسرعة.

وتتعرض التوربينات -المصممة لالتقاط الرياح- لتدفُّق الأكسجين نفسه الذي يغذّي النار، وتحتوي المملكة المتحدة على أكثر من 11 ألف توربين رياح.

ووصفت دراسة، أجرتها إمبريال كوليدج لندن في عام 2014، حرائق توربينات الرياح بأنها "مشكلة كبيرة" لم "يُبَلَّغ عنها بالكامل".

وقدّر الباحثون أن متوسط الحرائق العالمية يبلغ 11.7 حريقًا سنويًا بين 200 ألف توربين رياح موجود في ذلك الوقت، وارتفع هذا الرقم الآن إلى 341 ألفًا، وفقًا لمجلس طاقة الرياح العالمي.

ومن بين الحرائق التي شهدتها المملكة المتحدة، دمّرت النيران محرك توربين رياح في مقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، في سبتمبر/أيلول 2024، في حين احترق توربين رياح في سكروبي ساندز، حتى انطفأ الحريق ذاتيًا في أغسطس/آب 2023.

وفي هال، تناثر الحطام المتفحم على الأرض بالقرب من مصنع كيميائي، مع قلق السكان من أن التوربين ربما يكون قد انهار، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا تيليغراف" (The Telegraph).

توليد الكهرباء في المملكة المتحدة

في سياقٍ متصل، أسهمت طاقة الرياح في توليد كهرباء أكثر من أيّ وقت مضى خلال العام الماضي (2024)، مع ابتعاد المملكة المتحدة عن الوقود الأحفوري الذي يسبّب الاحتباس الحراري.

ووفق تحديثات قطاع الرياح لدى منصة الطاقة المتخصصة، ظلّت محطات الكهرباء التي تعمل بالغاز أكبر مصدر للكهرباء في المملكة المتحدة خلال عام 2024، إذ ولّدت نحو 88 تيراواط ساعة (28%)، متقدمة قليلًا على الرياح عند 84 تيراواط ساعة (26%)، ارتفاعًا من نحو 79 تيراواط/ساعة في عام 2023.

وأظهرت الأرقام من مشغّل نظام الطاقة الوطني، أن نحو 58% من الكهرباء جاء من مصادر نظيفة، وكلاهما رقمان قياسيان، ولكن بعيدًا عن هدف الحكومة المتمثل في 95% على الأقل من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.

وفي الإجمالي، شكّل الوقود الأحفوري 29% فقط من توليد الكهرباء في المملكة المتحدة في عام 2024، وهو أدنى مستوى على الإطلاق، في حين وصلت الطاقة المتجددة إلى مستوى قياسي بلغ 45%، وشكّلت الطاقة النووية 13% أخرى.

ومع ذلك، تسبَّب انخفاض طاقة الرياح إلى ما يقرب من الصفر في نهاية يناير/كانون الثاني 2025 في انهيار إنتاج الكهرباء من التوربينات، ما أجبر المملكة المتحدة على الاعتماد على جيرانها فرنسا والنرويج وبلجيكا والدنمارك للحصول على بعض إمداداتها.

يُعتقد أن إنتاج كهرباء الرياح حاليًا يسجل أدنى مستوى له منذ عام 2015، عندما كان عدد التوربينات أقل بكثير.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1. حريق في توربين رياح من صحيفة "ذا تيليغراف".
2. توليد الكهرباء في بريطانيا من منصة "كاربون بريف".