كوريا الجنوبية تستورد اليورانيوم من أميركا لتقليل الاعتماد على روسيا

0 تعليق ارسل طباعة

تُمثّل الطاقة النووية أحد المصادر الرئيسة لتوليد الكهرباء في كوريا الجنوبية؛ ما يجعل تأمين إمدادات اليورانيوم المخصب أولوية وطنية.

ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وقّعت سول، الثلاثاء 4 فبراير/شباط 2025، اتفاقية طويلة الأمد لاستيراد اليورانيوم المخصب من شركة أميركية، وذلك ضمن جهودها لتنويع مصادر الوقود النووي.

وتأتي هذه الخطوة في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية التي دفعت الدول المستوردة للطاقة إلى إعادة تقييم سلاسل إمداداتها لتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على موردين محددين.

وتاريخيًا، اعتمدت كوريا الجنوبية على عدد محدود من الدول لتأمين احتياجاتها من الوقود النووي؛ ما جعلها عرضة لتقلبات السوق والتوترات السياسية.

ومع تصاعد المخاوف من تسليح الموارد الطبيعية في النزاعات الدولية، بات من الضروري البحث عن بدائل تضمن استقرار الإمدادات.

وأصبحت الولايات المتحدة التي كانت قد تراجعت عن إنتاج الوقود النووي في التسعينيات، لاعبًا أساسيًا في هذا المجال مجددًا.

ويعكس الاتفاق مع الشركة الأميركية رغبة سول في تعزيز شراكاتها مع حلفائها الإستراتيجيين وتقليل الاعتماد على الموردين التقليديين.

ويؤكد هذا التطور التزام كوريا الجنوبية بضمان أمن الطاقة النووية، ولا سيما في ظل الاعتماد الكلي على الاستيراد، إذ لا يُسمح للبلاد بتخصيب اليورانيوم محليًا وفقًا للاتفاقيات الدولية.

إمدادات اليورانيوم المخصب

وقّعت شركة الطاقة النووية والمائية الكورية (KHNP) عقدًا مع شركة سينتروس إنرجي الأميركية (Centrus Energy) لتوريد اليورانيوم المخصب لمدة 10 سنوات، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ووفقًا لبيان صادر عن الشركة الكورية، فإن الاتفاق الجديد سيعزّز استقرار الإمدادات من خلال تنويع الموردين وتقليل المخاطر المرتبطة بالتوترات الجيوسياسية.

وقبل إبرام هذه الصفقة، كانت كوريا الجنوبية تستورد الوقود النووي من 5 دول رئيسة، هي الولايات المتحدة، وفرنسا، وروسيا، وبريطانيا، والصين، لكن الاعتماد الأكبر كان على فرنسا وروسيا.

مفاعلات نووية في كوريا الجنوبية
مفاعلات نووية في كوريا الجنوبية - الصورة من "فايننشال تايمز"

تقليل الاعتماد على روسيا

تشير البيانات إلى أن كوريا الجنوبية استوردت بين عامي 2020 و2024 نحو 2077 طنًا من اليورانيوم المخصب؛ إذ أتت 38% من هذه الإمدادات من فرنسا، و32% من روسيا، و25% من بريطانيا، و5% من الصين.

وفي المدة ما بين 2019 و2023، بلغ إجمالي الواردات 1947 طنًا، منها 662 طنًا من روسيا وحدها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأدّت الحرب المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الاتجاه المتزايد نحو الحمائية في التجارة العالمية، إلى تفاقم المخاطر المرتبطة بالاعتماد على الوقود النووي الروسي، وزاد ذلك من الحاجة إلى مصادر أكثر استقرارًا؛ ما دفع كوريا الجنوبية إلى البحث عن بدائل أكثر أمانًا.

الشراكة مع أميركا في المجال النووي

يُعدّ الاتفاق مع سينتروس إنرجي جزءًا من جهود أوسع لتعزيز التعاون النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية؛ وهو ما يدعم العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدَيْن.

وقال ممثل شركة الطاقة النووية والمائية الكورية: "لقد زادت أهمية تأمين الموارد في السوق النووية الدولية في أعقاب الحرب بين روسيا وأوكرانيا"، مضيفًا أن العقد مع سينتروس إنرجي لا يعزّز أمن الموارد لكلا البلدين فحسب، وإنما يعمل -أيضًا- محفزًا للتعاون النووي الوثيق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

يُشار إلى أن سينتروس إنرجي هي الشركة الأميركية الوحيدة التي حصلت على موافقة لجنة التنظيم النووي الأميركية لإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب عالي التقييم (HALEU)، وهو الوقود المستعمل في محطات الطاقة النووية من الجيل المقبل ومفاعلات الوحدات الصغيرة.

سوق اليورانيوم المخصب

تهيمن شركات عالمية مثل أورانو الفرنسية، وروساتوم الروسية، ويورينكو، وسي إن إن سي الصينية (CNNC) على سوق اليورانيوم المخصب؛ ما يجعل تأمين الإمدادات أمرًا ذا أهمية إستراتيجية.

توليد الكهرباء من الطاقة النووية

ويُستعمل اليورانيوم المخصب بتركيز 3-5% من نظير اليورانيوم-235 في تشغيل المفاعلات النووية، وهو مورد أساسي لدول تعتمد على الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء.

وفي ظل التطورات الأخيرة، عادت الولايات المتحدة إلى سوق الوقود النووي لتأمين احتياجاتها واحتياجات حلفائها.

الطاقة النووية في كوريا الجنوبية

مع استمرار الحكومة الكورية في تعزيز الطاقة النووية بوصفها جزءًا من إستراتيجيتها لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق أمن الطاقة، يُتوقع أن تواصل البلاد جهودها لتنويع موردي اليورانيوم وتعزيز شراكاتها مع الحلفاء الدوليين.

وبفضل هذه الخطوة، تعزّز كوريا الجنوبية مكانتها في سوق الطاقة النووية العالمية، مع تقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على موردين محددين، وضمان استمرارية تشغيل مفاعلاتها النووية بكفاءة واستقرار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. كوريا الجنوبية تؤمن إمدادات الوقود النووي من شركة أميركية من موقع "بيزنس كوريا".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق