سجّلت معدّلات توليد الكهرباء بالفحم في ألمانيا زيادة قياسية نتيجة نقص إنتاجية طاقة الرياح في البلد الواقع وسط أوروبا، وفق آخر تحديثات قطاع الطاقة الألماني لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتمثّل زيادة توليد الكهرباء في المحطات العاملة بالفحم ضربة موجعة لجهود المناخ المبذولة بوساطة برلين، بهدف إزالة الانبعاثات، وصولًا إلى أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ارتفع معدل توليد الكهرباء بالفحم في ألمانيا إلى أعلى مستوى في 20 شهرًا، تزامنًا مع هبوط إنتاج الطاقة الشمسية في ألمانيا إلى أدنى مستوى خلال العام المنصرم.
يأتي هذا على الرغم من أن برلين قد أصدرت تشريعًا يقضي بالتخلص التدريجي من الفحم بالكامل بحلول عام 2038 على أقصى تقدير.
ارتفاع قياسي
ارتفعت معدلات توليد الكهرباء بالفحم في ألمانيا إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عام في 5 فبراير/شباط الجاري، في الوقت الذي أثّرت فيه سرعات الرياح المتباطئة بإنتاج البلاد من الطاقة المتجددة.
وتُسلّط سرعات الرياح المتباطئة في ألمانيا الضوء على حقيقة مفادها أن الطموحات التي تراود أوروبا بشأن إزالة الانبعاثات الكربونية من قطاع الطاقة تفتقر إلى الدعم الكافي للفترات التي تشهد تراجعًا في إنتاج الطاقة النظيفة.
وبوجه خاص، تكافح ألمانيا -وهي أكبر منتج لطاقة الرياح في أوروبا- بعدما أغلقت آخر محطاتها النووية في عام 2023
ولطالما حذَّر مشغّلو الشبكة الكهربائية في ألمانيا من أن البلاد قد تحتاج إلى محطات الكهرباء العاملة بالفحم لأوقات طويلة من أجل سدّ الطلب المحلي المتنامي على تلك السلعة الإستراتيجية.
وتراجعت حصة الفحم بتوليد الكهرباء في أكبر اقتصاد في أوروبا بأكثر من النصف منذ عام 1990، لتصل إلى قرابة 25% في عام 2023، في حين توفر مصادر الطاقة المتجددة حاليًا أكثر من نصف الكهرباء في البلاد.
تراجع إنتاج الرياح
لامس إنتاج محطات الرياح في ألمانيا نحو 5 غيغاواط فقط أمس الأربعاء 5 فبراير/شباط الجاري، بحسب تقديرات بلومبرغ، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويُعدّ هذا رقمًا صغيرًا جدًا مقارنة بنظيره القياسي المسجل في شهر ديسمبر/كانون الأول (2023)، الذي تجاوز 53 غيغاواط.
ويؤثّر استعمال المزيد من مصادر الوقود الأحفوري باهظة التكلفة في تكاليف الكهرباء اليومية التي زادت في ألمانيا، لتقترب من 200 يورو (207 دولارًا أميركيًا)/ميغاواط/ساعة خلال وقت الذروة صباح اليوم الخميس 6 فبراير/شباط الحالي في بورصة الطاقة الأوروبية (Epex Spot SE).
*(اليورو = 1.04 دولارًا أميركيًا).
وفي معظم بلدان وسط غرب أوروبا، تراجعت معدلات التحول إلى توليد الكهرباء بالفحم باطّراد في ضوء التخلص التدريجي من السعة الإنتاجية، عكس الحال في ألمانيا.
وقال محلل الأسهم والسلع في بنك مورغان ستانلي روبرت بولين: "غالبًا ما تستعمِل ألمانيا الكهرباء المولدة بالفحم أو الغاز حينما تكون هناك كمية قليلة من إنتاج طاقة الرياح".
إنتاج الرياح في 2024
خلال العام الفائت، هبط معدل توليد طاقة الرياح في ألمانيا بنسبة 3% من مستويات عام 2023، لتصل إلى نحو 131 تيراواط/ساعة، وفق بيانات مركز إمبر لأبحاث الطاقة، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان هذا هو الهبوط الثاني على أساس سنوي في إنتاج هذا المصدر النظيف للطاقة في ألمانيا منذ عام 2015.
وامتدّ التراجع في إنتاج طاقة الرياح في ألمانيا إلى العام الجاري، وتحديدًا خلال الـ28 يومًا الأولى من يناير/كانون الثاني المنصرم، إذ لامس توليد الكهرباء من طاقة الرياح خلال تلك المدة قرابة 590 ألف ميغاواط/ساعة، ما يقلّ 16% عن المدة نفسها خلال العام المنصرم، وفق بيانات "إل إس إي جي".
ودفع هذا التراجع بإنتاج طاقة الرياح منتجي الطاقة في ألمانيا إلى رفع معدلات توليد الكهرباء من المحطات العاملة بالوقود الأحفوري لتعويض نقص الإنتاج.
وبلغ إنتاج الكهرباء التراكمي من المحطات العاملة بفحم اللغنيت والفحم الحجري والغاز الطبيعي نحو 587 ألف ميغاواط/ساعة خلال الأيام الـ28 الأولى من شهر يناير/كانون الثاني (2025)؛ ما يمثّل زيادة نسبتها 4.5% قياسًا بالمدة المقارنة في عام 2024.
إلى جانب ذلك، زادت شركات الطاقة الألمانية وارداتها الإجمالية من الطاقة، بينما قلّصت صادراتها حتى الآن هذا العام، قياسًا بشهر يناير/كانون الثاني (2024)، حسب بيانات نشرتها بوابة إنرجي تشارتس إنفو (energy-charts.info).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق