شهدت أنماط ملكية محطات توليد الكهرباء بالغاز في أميركا تغيرات واسعة خلال نصف القرن الأخير، مع توسّع الاستثمارات الخاصة في القطاع لتلبية الطلب المتزايد في أكبر اقتصاد على مستوى العالم.
في هذا السياق، أظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن أنماط ملكية المحطات العاملة بالغاز الطبيعي تؤثر في اختيار مواقعها الجغرافية، كما تؤثر في طرق التشغيل وشراء الوقود.
ويُنظَر إلى محطات توليد الكهرباء بالغاز في أميركا بوصفها العمود الأساس في نظام التوليد الوطني؛ إذ ما يزال الغاز صاحب أكبر حصة في التوليد بنسبة 43% من إجمالي القدرة الإنتاجية.
ويختلف مالكو محطات التوليد العاملة بالغاز الطبيعي في الولايات المتحدة على النحو الآتي:
- شركات المرافق الكهربائية: (53%).
- منتجو الكهرباء المستقلون: (39%).
- الشركات الصناعية والتجارية: (8%).
تغييرات في أنماط ملكية محطات التوليد بالغاز
في أواخر التسعينيات، كانت محطات توليد الكهرباء بالغاز في أميركا التي يملكها منتجو الكهرباء المستقلون تمثّل الجزء الأكبر من الإنتاج السنوي، حيث كانت تشكّل قرابة 60%، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة.
ويرجع ذلك إلى امتلاك قلة من هذه الشركات محطات توليد أخرى، مثل محطات الفحم أو الطاقة النووية، ومن ثم كانوا روادًا في تركيب تقنيات التوربينات الغازية الجديدة.
ومع مرور الوقت، تحوّلت ملكية العديد من المحطات إلى شركات الكهرباء الكبرى، وبحلول منتصف العقد الأول من القرن الـ21، بدأت هذه الشركات في بناء محطات عاملة بالغاز لاستبدال محطات الفحم المتقادمة.
وعلى الرغم من أن شركات الكهرباء قد تصدّرت المشهد في توليد الكهرباء بالغاز بحلول عام 2017، فإن كلا القطاعين سجل نموًا مطردًا في توليد الكهرباء بالغاز حتى عام 2023، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويعود ذلك إلى:
- زيادة الإمدادات المحلية من الغاز.
- انخفاض الأسعار.
- تزايد أهمية محطات توليد الكهرباء بالغاز بفضل مرونتها لضمان استقرار الشبكة، في ظل معضلة التوليد المتقطع للطاقة المتجددة.
كما أن التغيرات في القوانين المنظمة لشركات الكهرباء قد أسهمت في تغيير هيكل ملكية محطات توليد الكهرباء بالغاز في أميركا.
فمعظم محطات الغاز المملوكة للمنتجين المستقلين تقع في مناطق تُدار فيها الشبكة بوساطة مشغل خدمة مستقل أو مشغل إقليمي لنقل الكهرباء.
كما توجد مثل هذه المحطات في الولايات التي تطبّق خيار "البيع بالتجزئة" الذي يسمح للعملاء باختيار مزود الكهرباء، في حين تنتشر المحطات المملوكة لشركات الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
من جهة أخرى، تتركز المحطات التي تمتلكها الشركات المستقلة في مناطق معينة، مثل شمال شرقي الولايات المتحدة وبعض مناطق تكساس وكاليفورنيا، في حين تهيمن شركات مرافق الكهرباء على معظم المناطق الأخرى.
![محطة لتوليد الكهرباء بالفحم](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/e05498f86deb26764f32d02d6e6a675f.jpg)
الفرق في أسعار الغاز الطبيعي
أشار تقرير إدارة معلومات الطاقة إلى أن محطات توليد الكهرباء التي تملكها الشركات المستقلة عادةً ما تدفع أسعارًا أقل للغاز الطبيعي مقارنة بتلك المملوكة لشركات المرافق الكهربائية، ويعود هذا إلى:
- الموقع الجغرافي لهذه المحطات.
- بيئة السوق التنافسية.
في عام 2023، أظهرت البيانات أن محطات توليد الكهرباء بالغاز المملوكة للمنتجين المستقلين قد دفعت في المتوسط 2.80 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بـ3.85 دولارًا للمحطات المملوكة لشركات الكهرباء.
فمعظم محطات توليد الكهرباء بالغاز المملوكة للمنتجين المستقلين تقع في شمال شرقي الولايات المتحدة وولاية تكساس، حيث تتوافر إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، معظم محطات توليد الكهرباء التابعة للشركات المستقلة تعمل في شبكات تُدار من قِبل مشغل مستقل أو مشغل نقل كهرباء مستقل، ومن ثم تسعى الشركات المستقلة لتأمين إمدادات بأسعار تنافسية للبقاء في صدارة السوق.
ومن أجل تقليل التكاليف، قد تتبنّى هذه الشركات إستراتيجيات، مثل شراء الغاز بموجب عقود طويلة الأجل، بدلًا من السوق الفورية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق