في اعتراف صادم، أقرّ رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، بفشل جهازه في كشف الهجوم المدمّر الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
ويعد هذا الهجوم من أخطر العمليات التي تعرضت لها إسرائيل في السنوات الأخيرة، حيث أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين وأسقط العديد من الضحايا، فضلاً عن خسائر اقتصادية وأمنية ضخمة.
الاعتراف بالفشل الأمني
وفي تصريحاته، التي نقلتها القناة 12 الإسرائيلية، قال بار: "لقد فشلت المؤسسة الأمنية للأسف مع هجوم 7 أكتوبر".
جاء هذا التصريح خلال اجتماع سري عقده رئيس الشاباك منذ حوالي شهر ونصف مع مسؤولي المستوطنات في منطقة غلاف غزة، حيث تم مناقشة الهجوم بشكل مفصل وطرحت أسئلة عدة حول القصور الاستخباراتي الذي مهد لهذا الهجوم الكبير.
القيود السابقة على نشاط "الشاباك"
كشف بار في الاجتماع أن جهاز "الشاباك" كان يواجه قيودًا كبيرة في نشاطاته قبل الهجوم، حيث كانت مهامه مقتصرة على "التورط في اغتيال مسؤولين كبار" في غزة، دون أن يكون له الحرية الكافية لمتابعة أنشطة حماس على مستوى واسع.
وأشار رئيس الشاباك إلى أن هذا القيد في العمليات الاستخباراتية كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى عدم القدرة على توقع أو إحباط الهجوم.
التغيير في أساليب العمل بعد الهجوم
ورغم هذا الفشل، أشار بار إلى أن جهاز "الشاباك" قد بدأ منذ الهجوم في تغيير استراتيجيته الأمنية.
وأكد أن المؤسسة الاستخباراتية أصبحت أكثر فعالية على الأرض منذ بداية الحرب، قائلاً: "الآن وقد وضعنا أقدامنا على الأرض، يمكننا إحباط العمليات على المستوى الميداني".
وأوضح أن العمل الاستخباراتي أصبح الآن أكثر تنسيقًا داخل قطاع غزة، مع تفعيل عدد من المنسقين الميدانيين الذين يسهمون في جمع المعلومات بشكل أكثر سرعة ودقة.
ردود الفعل على الحرب وتداعياتها
تعتبر الحرب التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر 2023 واحدة من أكثر النزاعات تدميرًا في المنطقة، حيث أسفرت عن تدمير كبير للبنية التحتية في غزة وأجبرت الآلاف من السكان على النزوح.
وفي المقابل، شنّت حماس هجومًا مفاجئًا على الأراضي الإسرائيلية، استهدف المدن والمستوطنات المحاذية لقطاع غزة، مما أحدث صدمة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي.
ومنذ وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، الذي أسهم في إطلاق سراح رهائن وعودة معتقلين، تشهد المنطقة حالة من الهدوء النسبي. ومع ذلك، تبقى أسئلة كثيرة مطروحة حول كيفية تعامل المخابرات الإسرائيلية مع الأزمة وآلية تحسين العمل الاستخباراتي في المستقبل لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات.
استراتيجيات جديدة في مواجهة التهديدات
فيما تتوجه الأنظار إلى كيفية استجابة "الشاباك" للتحديات المستقبلية، يتضح أن المؤسسة الاستخباراتية قد بدأت في إعادة هيكلة أساليب عملها لمواجهة التهديدات بشكل أكثر فعالية. في الوقت نفسه، يظل السؤال الأبرز: هل سيستطيع "الشاباك" تحسين أدائه الاستخباراتي بما يكفي لمنع هجمات أخرى من قبل الفصائل المسلحة في المنطقة؟
0 تعليق