هايدي صبري
نشر في: السبت 8 فبراير 2025 - 11:22 ص | آخر تحديث: السبت 8 فبراير 2025 - 11:22 ص
في خضم الجدل المتصاعد حول تعاطي المخدرات في الأوساط السياسية، أثار اقتراح عمدة جرونوبل، إيريك بيول، بإجراء اختبارات كشف المخدرات على النواب عاصفة من الردود، كان أبرزها انتقادًا لاذعًا من رئيس الجمعية الوطنية، يائيل براون بيفيه.
فبينما أعلن بعض السياسيين استعدادهم للخضوع لهذه الفحوصات، رفضت براون بيفيه الفكرة بشدة، معتبرةً أنها "سخيفة" وتحمل خطر الوصم غير العادل، فهل تكشف هذه الدعوة عن أزمة ثقة في الطبقة السياسية، أم أنها مجرد محاولة للفت الأنظار؟.
وأعلن وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان، والنائبة عن حزب الجمهوريين "يمين" فيوليت سبيلبوت، أنهما مستعدان لإجراء تحليل المخدرات الذي اقترحه رئيس بلدية جرينوبل، لمعرفة ما إذا كان هناك مشكلة تمس صناع القرار في فرنسا.
من جانبها، عارضت رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" يائيل براون بيفيت، القرار، ووصفت اقتراح عمدة جرونوبل بإجراء اختبارات مخدرات على النواب بأنه "سخيف للغاية"، وذلك في تصريح لها أمس الجمعة على "إي سي بروفانس".
وكان العمدة الذي ينتمي لحزب البيئة، قد دعا، يوم الاثنين الماضي، إلى إجراء اختبارات بحث عن المخدرات "بشكل مجهول" على البرلمانيين والوزراء من أجل "التحقق مما إذا كانت هذه المشكلة تطال أيضًا دوائر صنع القرار"، بحسب محطة "فرانس.إنفو" التلفزيونية الفرنسية.
وقالت النائبة عن إقليم إيفلين: "نحن نجري اختبارات على سائقي الحافلات لأنهم مسئولون عن أرواح الناس، فهم يقودون مركبات، ونعهد إليهم بأطفالنا والركاب، لذلك من الطبيعي، ولأسباب أمنية بديهية، أن يخضعوا لهذه الاختبارات".
وأضافت أنها تدرك أن "بعض القضايا أثارت ضجة كبيرة وكانت كارثية تمامًا"، لكنها شددت على ضرورة عدم "وصم" فئة معينة من المجتمع، داعيةً إلى عدم التمييز "بين البرلمانيين وغيرهم من المواطنين في البلاد".
في المقابل، أكدت براون بيفيه أن "تعاطي المخدرات يمس جميع فئات المجتمع، بغض النظر عن العمر أو مكان الإقامة، سواء في المدن أو الأرياف، أو المهنة التي يشغلها الشخص"، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة "تمثل قضية وطنية تتطلب استجابة شاملة".
كما دعمت حملة الحكومة لمكافحة المخدرات التي تلقي باللوم على المستهلكين، قائلة: "الغالبية تستهلك المخدرات وكأنها منتج عادي ومشروع، وهذا ليس صحيحًا".
وأضافت أن المخدرات "تسبب الإدمان بشدة، وقد تؤدي إلى اضطرابات خطيرة بل وحوادث مميتة، كما نرى للأسف كل أسبوع في الأخبار مع سائقين تحت تأثير المخدرات يتسببون في حوادث مميتة".
واختتمت حديثها بالقول: "إذا لم يكن هناك مشترون، فلن يكون هناك بائعون"، مشيرةً إلى أن المستهلكين "يجب أن يدركوا أنهم يساهمون في استمرار تجارة المخدرات التي تنهش العديد من المدن".
0 تعليق