حمدان: المقاومة الفلسطينية تهزم الكيان الصهيوني.. والعالم سينهار

0 تعليق ارسل طباعة

قال أسامة حمدان، القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، السبت، إن المقاومة وفلسطين أمام “فرصة وتحد ومشكلة كبيرة”، مبرزا أن “المشكلة تكمن في أن قوى الطغيان تكتلت وكشفت بوضوح عن موقفها تجاه الأمة وتجاه القضية الفلسطينية، وأزاحت الستار عن كل ما كانت تدعيه من قيم وأسقطتها عندما كانت المعركة مع الاحتلال”. وأضاف “لا شك أن هذه قضية كبرى لأنها تعيدنا إلى النقطة الصفر في كثير من الظنون حول عدالة العالم وعدالة قيمه ومنظومته”.

وأوضح حمدان، في مداخلة قدمها عن بعد وهو يشارك في لقاء نظمته حركة التوحيد والإصلاح، أن “التحدي هو مداواة الجرح وترميم ما دمره الاحتلال وإعادة البناء واستئناف المقاومة في الدفاع عن القدس في وجه عدوان بهذا الحجم وبهذه الطريقة وهذا الإجرام”، مشيرا إلى أن “الفرصة حاليا هي أن المقاومة أثبتت أن هزيمة هذا الكيان ممكنة، بل محققة، إذا ما التقت الثقة بالله مع حسن التدبير والعمل والإرادة والفعل في الميدان المباشر، وقد رأينا ذلك في الميدان لتحرير القدس وفلسطين”.

وأبرز أن “عملية “طوفان الأقصى” كشفت هشاشة الجيش الصهيوني حين يواجه عملا عسكريا ولو بأدوات بسيطة”، لافتا إلى أن الأهداف، التي تم تسطيرها قبل العدوان الواسع، كتحطيم المقاومة وإسقاط حكومتها واسترجاع الأسرى من الصهاينة الذين وقعوا بأيدي المقاومة، فشلت على مدى 15 شهرا، ليصل بعد ذلك إلى اتفاق مع المقاومة التي أراد تدميرها”. وسجل أن “المقاومة كشفت في الوقت نفسه عن مدى قوتها وقدرتها، وتمكنها في إدارة هذه المعركة حتى اللحظة الأخيرة، رغم ما قدمته من شهداء ومن أبنائها، وعائلاتهم، وأبناء شعبنا، وقادتها”.

وأبرز المتحدث عينه، في لقاء “مسارات القضية الفلسطينية.. ما بعد طوفان الأقصى والدور المطلوب”، أن “كل الشعارات التي طالما رفعها الغرب في وجه منطقتنا وأمتنا، وشعارات حقوق الإنسان، ودعوات حماية النساء والأطفال، ودعوات وقف العنف ونبذ الإرهاب وغير ذلك، سقطت جملة أمام مشهد المجزرة، الذي كان يتم في بث حي ومباشر في كل لحظة من فلسطين”، مؤكدا أن “المجزرة عرّت حجم الانهيار الأخلاقي والقيمي، الذي تجسد في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لإصدارها مذكرات توقيف بحق المجرم بنيامين نتياهو”.

وتابع القيادي الفلسطيني “سقوط هذه الصورة القيمية لهذه المنظومة الدولية تكشف عن مأزق كبير للنظام العالمي”، مضيفا أن “النظام العالمي عندما يصل إلى مأزق من هذا الحجم، وأمام هذا العجز عن تحقيق العدالة، يصبح قابلا للتغيير، بل في مرحلة انهيار يحتاج ربما معها فقط إلى حدث بسيط لينهار، وهذا يعني تحولا دوليا كبيرا قادما”. قبل أن يضيف “وأنا أذكر أن الحرب العالمية الأولى نشأت نتيجة عملية اغتيال، لكن قبلها كانت هناك حالة انهيار في النظام العالمي القائم آنذاك، وحتى في الحرب العالمية الثانية”.

واسترسل قائلا: “نحن اليوم نشهد انهيارا في منظومة الأخلاق، ويتضح أنه لا يوجدُ عدل ولا قانون دولي”، مسجلا أن “المآلات على الصعيد الدولي تفتح الباب لتحول كبير على المستوى الدولي، تسقط فيه معادلات حكمت العالم، وحكمت أمتنا ومنطقتنا”. وقال: “هذه فرصة لنا، فلا بد أن نكون أهلا لها، ومستعدين للتعامل معها، حتى لا تفاجئنا الفرص، كما حصل في مناسبات عديدة. نحن نعتقد أنه خلال بضع سنوات سيتغير النظام العالمي، الذي عشنا في ظله عقودا طويلة، تغيرا جذريا”.

وأبرز أن التغيير “ستحدث فيه تحولات تفتح المجال لهذه الأمة لتنهض من جديد، وتستعيد مكانتها بين الأمم مرة أخرى إذا ما كانت مستعدة لذلك”، مشيرا إلى أن “النظام الإقليمي سيشهد بالضرورة تحولات، بعضها ناشئ من ذاته ومن تفاعلات داخلية متأثرة بإدراك الشعوب بأن قدرتها على التغيير حقيقية، وأن عدوها في المنطقة، وهو الكيان الصهيوني، بات واضحا”. وأورد “أحيانا يصعب التغيير بسبب اختلال الرؤية واختلال البوصلة، لكن معركة طوفان الأقصى حددت بوصلة واضحة للصراع في المنطقة، وكشفت بوضوح عن عدوها”.

كما تحدث حمدان عن “دلالة مهمة لما عرفته المنطقة، وهي أن بإمكاننا، إذا فاوضنا، مستندين إلى قوتنا ومتمسكين بمبادئنا، أن نحقق نتائج مناسبة وجيدة”، مضيفا “دائما ما يقدم المفاوضون منا التنازلات، ويعتذرون أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، فتضيع الكثير من الحقوق”.

وتابع قائلا: “المفاوض الذي فاوض وصولا إلى هذا الاتفاق، فاوض على مدى أكثر من 11 شهرا، وصمد لكل ضغوط العسكر في الميدان، والضغوط السياسية المختلفة، ووصل إلى اتفاق يعيد الأسرى، ويفتح الباب للإغاثة وللإعمار داخل قطاع غزة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق