يهتم كتاب جديد بواقع المنطقة العربية، برؤى متقابلة ومتعددة، تقرأ الواقع السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والوضع الجيو-استراتيجي للمغارِب والمشرق والخليج.

عن منشورات منتدى أصيلة، صدر المؤلّف الجماعي بعنوان “العرب اليوم وأعباء الفراغ الاستراتيجي”، وشارك فيه أكاديميون ومسؤولون بارزون من المنطقة، هم: ابتسام الكتبي، عبد الكريم ابنوعتيق، محمد بن عيسى، عبد الرحمن شلقم، سميرة إبراهيم بن رجب، محمد أوجار، أحمد المسلماني، نفين عبد المنعم مسعد، محمد قواص، محمد الهادي الدايري، امحمد مالكي، أحمد عبد الله زايد، محمد لوليشكي، خيرة شيباني، محمد بن صقر السلمي، أحمد الزعبي، وخير الله خير الله.

من بين ما وأرده الكتاب رأي وزير الخارجية الليبي الأسبق عبد الرحمن شلقم ممثل ليبيا في الأمم المتحدة الذي طلب التدخل الدولي ضد حكومة بلاده: “(…) لم نقدر أن نتفاهم في المغرب العربي إطلاقا. ليبيا وتونس، نفس اللهجة ونفس الأصول ونفس القبائل ونفس الأكل، وبورقيبة أصله ليبي، لكن لا توجد فائدة”، و”المفروض أن تكون أغنى دولة في العالم هي الكونغو، وأفقر دولة في العالم اليابان”، لولا العقل.

وتابع: “أنا لست ضد العروبة، العروبة كمفهوم وكثقافة شيء، لكن لما نحولها إلى آلية عمل على الأرض، وتعمل بها الخواء أقول لا. أوروبا ليست قومية، لا توجد قومية أوروبية. أوروبا فيها دول لها ما يجمعها، يمكن بلجيكا وفرنسا يتحدثون إلى حد ما لغة واحدة. لا بد لنا من إدارة الاختلاف، ونرفع هذا الشعار، ونكون واقعيين ولا نطلب المستحيل”.

يفكر هذا الكتاب الجماعي في “الأوضاع الاستثنائية الخاصة” التي تعيشها المنطقة “التي تمر بظرفية دقيقة، تحتاج التفكير المعمق، والاستشراف الثاقب، لتشخيص الواقع واستكناف المستقبل، فمن الجلي أن الخارطة العالمية تغيرت نوعيا في الآونة الأخيرة، كما أن الموازين الجيو-سياسية تبدلت، وقواعد النظام الدولي لم تعد كما كانت، ومن هنا لا بد من مراعاة هذه المستجدات في أي تفكير معمق جاد”.

ينطلق الكتاب الذي كان أصله ندوة دولية نظمت بمنتدى أصيلة، وفق وزير الخارجية المغربي الأسبق محمد بن عيسى، انطلاقا من ملاحظة للأمير الراحل سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي الأسبق، عندما تحدث عما تعيشه أغلب دول العالم العربي من خواء استراتيجي؛ “فهو لم يستعمل كلمة فراغ بل تحدث عن خواء استراتيجي، ناتج عن عوامل دولية وإقليمية معروفة للجميع”.