حقل توينان الغازي.. حكاية اكتشاف سوري عمره 17 عامًا

0 تعليق ارسل طباعة

على الرغم من حداثة اكتشافه، فإن حقل توينان يعدّ من أبرز حقول الغاز الطبيعي في سوريا، نظرًا لدوره الحيوي في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة، وهو الدور الذي استمر بعد اندلاع الحرب هناك، ما جعله محورًا لكثير من المعارك.

وبحسب بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحقل الغازي أسهم بدور كبير في دعم الاقتصاد السوري على مدى الأعوام الـ3 السابقة لاندلاع المعارك ضد نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وتنوّع إنتاج حقل توينان الغازي في سوريا، بين الغاز الطبيعي "النظيف"، والغاز المنزلي "البوتاجاز" والمكثفات النفطية والسوائل الغازية، وهو ما قدّم دعمًا لقطاعَي الكهرباء والصناعات البتروكيماوية في البلاد.

ولسنوات، كان حقل توينان للغاز الطبيعي يقع تحت إشراف شركة "هيسكو" المملوكة لرجل الأعمال السوري جورج حسواني، الذي كان يتمتع بعلاقات قوية ووثيقة مع نظام بشار الأسد وحلفائه الروس، إذ كان يتولى عمليات إدارته وتشغيله.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل توينان

تشير أبرز المعلومات عن حقل توينان للغاز الطبيعي في سوريا، إنه افتُتِحَ في بدايات عام 2008، وذلك بعد اكتشافه خلال عمليات تنقيب عن النفط والغاز في ريف الرقة، استهدفت زيادة احتياطيات الدولة من الطاقة التقليدية.

ويقع الحقل الغازي على بُعد نحو 80 كيلومترًا جنوب غرب مدينة الطبقة في ريف الرقة، عند الحدود الشمالية الشرقية للبادية في حمص، وهو موقع حيوي بالنسبة للمرافق الحيوية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

حقل توينان
حقل توينان- أرشيفية

ويحتوي حقل توينان الغازي في سوريا على 4 محطات، تعمل على معالجة الغاز وتحسين مواصفاته، كما تتولى مهمة فصل الغاز المنزلي عن الغاز النظيف الذي يُستَعمَل وقودًا لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية.

ويتبع مشروع حقل توينان 9 حقول، وفي بداية افتتاحه، قبل الحرب السورية في عام 2011، كان يعمل فيه ما يزيد على 450 موظفًا، من بينهم 50 موظفًا كانوا يمثّلون الشركة السورية للغاز، والبقية يتبعون لشركة "هيسكو" الخاصة بـ"حسواني".

وبفضل موقعه الإستراتيجي في ريف الرقة في حمس، يعدّ الحقل قريبًا من العديد من المرافق الحيوية، مما يسهّل عمليات النقل والتوزيع، ومن ثم يسهّل حصول مختلف الأسواق المحلية في سوريا على إنتاج الحقل من الغاز الطبيعي، والغاز المنزلي.

معارك ضخمة

لهذه الأسباب، كان الحقل الغازي مسرحًا لمعارك ضخمة بين تنظيم داعش الإرهابي والجيش السوري، التي اندلعت في عام 2014، بهدف السيطرة على موارده، إذ انتزع التنظيم الحقل في عام 2015، ما تسبَّب بانخفاض إنتاجه.

وفي عام 2017، بدأت تحركات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، الذي تقوده الولايات المتحدة، لاستعادة السيطرة على حقول النفط والغاز في البلاد من قبضة المسلحين، ومن بينها حقل توينان.

صورة من طائرة درون لموقع حقل توينان بعد معارك داخله
صورة من طائرة درون لموقع الحقل بعد معارك دارت داخله - الصورة من وكالة سانا

وفي عام 2018، أعلن الجيش السوري أنه تمكّن من استعادة السيطرة على الحقل الغازي، ليعود الإشراف عليه مناصفة بين وزارة النفط السورية، وشركة "هيسكو" الخاصة، التي يستمد صاحبها دعمه من روسيا ونظام الأسد.

ولكن لاحقًا، استعادت قوات "الجيش السوري الحر" سيطرتها على الحقل، لتدخل في معارك ضد القوات الروسية، التي أعلنت في مارس/آذار من عام 2021 أنها تمكنت من إعادة حقل توينان إلى السيطرة السورية الكاملة.

احتياطيات حقل توينان

على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية بشأن احتياطيات حقل توينان، فإن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن احتياطياته من الغاز الطبيعي عالي الجودة تبلغ نحو 29 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى نحو مليار برميل من المكثفات.

لذلك، يعدّ هذا الحقل من المصادر الرئيسة لإنتاج الغاز الطبيعي في سوريا، جنبًا إلى جنب مع حقل الشاعر العملاق، الذي واجه الظروف والتحديات الأمنية والسياسية والجيوسياسية نفسها، على مدى السنوات الـ13 الماضية، منذ اندلاع الحرب في البلاد.

حقول النفط والغاز في سوريا

وخلال مرحلة ما قبل سيطرة التنظيمات المسلحة على حقل توينان، كان حجم إنتاجه يصل إلى نحو 3.2 مليون متر مكعب من الغاز النظيف يوميًا، بالإضافة إلى 60 طنًا من الغاز المنزلي، وكذلك 2000 برميل من المكثفات.

ويشكّل هذا الإنتاج نسبة مهمة من حجم استهلاك سوريا من الطاقة، إذ يوجّه جزءًا كبيرًا إلى محطات توليد الكهرباء، بينما يدعم الجزء الآخر قطاع التصنيع المحلي، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

مراحل تطوير حقل توينان

منذ افتتاحه في عام 2008، تعددت مراحل تطوير حقل توينان، إذ تضمنت المرحلة الأولى حفر الآبار في الحقول التابعة، وتطوير وتحسين عمليات الإنتاج، بما يضمن ضخ كميات كبيرة من الغاز الطبيعي عالي الجودة الموجود في الآبار.

وفي المرحلة الثانية، بُنِيَت 4 محطات لمعالجة الغاز وتحسين مواصفاته، بالإضافة إلى فصل الغاز المنزلي عن الغاز النظيف المستعمَل في صورة وقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

أمّا المرحلة الثالثة، التي جاءت في ظل اندلاع الحرب السورية، فقد تضمنت تطوير البنية التحتية المرتبطة بالحقل لضمان استمرار الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، إلّا أن هذه المرحلة سرعان ما أُحبطت بسبب امتداد المعارك إلى المشروع المهم.

وعلى الرغم من هذه الظروف الأمنية والعسكرية غير المستقرة التي أثّرت في قدراته الإنتاجية واستقراره، فإن حقل توينان الغازي الكبير يعدّ من الأصول الحيوية للاقتصاد السوري، وذلك بفضل إنتاجه من الغاز الطبيعي والمكثفات.

ولذلك، فإن المشروع يعدّ من أوائل الحقول المهمة التي ستعمل وزارة النفط في الإدارة السورية الجديدة على تطويرها وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكاناتها، وهو ما يتطلب جهودًا مشتركة لإعادة الاستقرار والاستثمار في تطوير بُنيته التحتية.

نرشّح لكم..

المصادر

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق