مواقد الطهي الكهربائية تثير الجدل في أستراليا

0 تعليق ارسل طباعة

وقعت مواقد الطهي الكهربائية والعاملة بالغاز الطبيعي في دوامة الحرب المستعرة بين جماعات الضغط المؤيدة والمناهضة لمساعي الكهربة، تحقيقًا لأهداف المناخ.

وحذّرت مجموعة مرافق البنية الأساسية للغاز في أستراليا (AGIG) المواطنين من أن المواقد الكهربائية باهظة التكلفة وكثيفة الانبعاثات وتفتقر إلى الموثوقية عند انقطاع التيار.

لكن مراقبين اتهموا المجموعة بنشر معلومات مضللة والتهويل بشأن سعر شراء المواقد الكهربائية الجديدة وكفاءة استهلاكها للطاقة وحجم الانبعاثات الناتجة عنها.

وأستراليا هي أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي وثاني أكبر مصدري الغاز المسال في العالم، لكنها تستهدف خفض الانبعاثات بنسبة 42.5% بحلول عام 2030، قبل تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

مواقد الطهي الكهربائية

تأتي اتهامات مجموعة البنية الأساسية لمرافق الغاز في أستراليا لمواقد الطهي الكهربائية ضمن جهود مناهضة لكهربة كل شيء، من السيارات وحتى الأجهزة المنزلية.

وتدافع المجموعة عن مصالحها بالقطاع؛ إذ تمتلك 3 شبكات لنقل الغاز الطبيعي في ولاية فيكتوريا وأخرى بولايات ثانية.

ولا يرتبط الأمر بحجم الانبعاثات التي هي أساس "مضلل" يقوم عليه الترويج لمواقد الطهي الكهربائية فحسب، لكن ثمة عوامل أخرى هي السعر المرتفع وتكاليف التركيب واستهلاك الكهرباء والموثوقية، بحسب المجموعة.

وتفصيليًا، يتطلب التحول من مواقد الغاز إلى العاملة بالكهرباء تكاليف إضافية، مثل تطوير شبكة الخطوط داخل المطبخ، التي تتراوح عادةً بين ألف و4 آلاف دولار.

موقد طهي يعمل بالغاز الطبيعي
موقد طهي يعمل بالغاز الطبيعي- الصورة من "one step off the grid"

وعلاوة على ذلك، يتحمّل المشتري تكاليف شراء أدوات طبخ جديدة تناسب لمواقد الحث الكهربائي.

كما أن المواقد التي تجمع بين الغاز والكهرباء هي الأكثر تكلفة من حيث الشراء والتركيب بسعر يصل إلى 4 آلاف و499 دولارًا.

وتحديدًا في ولاية فيكتوريا، تصل التكلفة السنوية لتشغيل ألواح ولفائف التسخين الكهربائية إلى 47 دولارًا، بمتوسط انبعاثات 146 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

وعلى العكس من ذلك، تتميز مواقد الطهي بالغاز بأقل التكاليف السنوية بمتوسط 18 دولارًا، وأيضًا أقل الانبعاثات بمتوسط 32 كيلوغرامًا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.

يُشار هنا إلى أن ولاية فيكتوريا هي أكبر مستهلك للغاز للأغراض المنزلية في أستراليا؛ إذ يتصل مليونا منزل وشركة بشبكة الغاز.

وعلى صعيد الموثوقية، تحظى الأسر التي تستعمل مواقد الغاز أو المواقد الهجينة (تجمع بين الغاز والكهرباء) بأفضلية عند انقطاع الكهرباء، مقارنة بمواقد الطهي الكهربائية التي تتوقف عن العمل.

موقد طهي يجمع بين الكهرباء والغاز
موقد طهي يجمع بين الكهرباء والغاز- الصورة من "insajo.edu"

مواقد الطهي الكهربائية

مواقد الطهي الكهربائية مُعفاة من خطة التخارج التدريجي لأجهزة التدفئة العاملة بالغاز التي اقترحتها حكومة ولاية فيكتوريا مؤخرًا.

وأطلقت السلطات مباحثات حول مسودة تشريعات تقضي بكهربة أجهزة التدفئة العاملة بالغاز بعد انتهاء عمرها التشغيلي، وكهربة كل الشقق والبنايات التجارية الجديدة.

وكان الإعفاء نابعًا من مخاوف الأسر بشأن تكلفة التحول بعيدًا عن مواقد الطهي العاملة بالغاز، لكن حكومة الولاية عرضت حسمًا بقيمة 140 دولارًا على شراء المواقد الكهربائية الجديدة.

وينتج عن حرق الغاز ثاني أكسيد النيتروجين الذي يسبّب مشكلات للجهاز التنفسي للإنسان، وهو ما أكدته دراسة رصدت تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة.

وذكرت جامعة ستانفورد الأميركية أن مواقد الغاز والبروبان تتسبب في مصرع 19 ألف شخص سنويًا، علاوة على عشرات الآلاف من حالات الإصابة بالربو بين الأطفال.

مواقد الطهي بالغاز

يبدو أن دفاعها المستميت عن مواقد الطهي بالغاز قد دفع مجموعة البنية الأساسية للغاز إلى تقديم معلومات مضللة بشأن مواقد الطهي الكهربائية.

ودحض تقرير مزاعم المجموعة بشأن سعر موقد الغاز، الذي يتراوح ما بين 1000 و4000 آلاف دولار، لكن أسعار البيع على الإنترنت أقل من ذلك، لتتراوح بين 749 و968 دولارًا.

وبالنسبة للحسابات الخاصة بتكاليف التشغيل وكفاءة الاستهلاك، تقول المجموعة، إنها ترتكز على بيانات شركة "إنرجي فيت هومز" (EnergyFit Homes) المبنية على تقارير وكالات الحكومة الفيدرالية والولاية ولوائح التصميم البيئي الأوروبية على الترتيب.

كما اعتمدت على بيانات متوسط الانبعاثات السنوية للمواقد الكهربائية في تقرير حساب غازات الدفيئة لعام 2023 قبل الماضي.

وتعليقًا على ذلك، قالت الشركة المتخصصة في حلول كفاءة الطاقة المنزلية، إنرجي فيت، إن المجموعة قدّمت تقديرات متحفظة، وربما تكون قد أبلغت عن انبعاثات أقل لمواقد الغاز.

وبالنسبة لاختبار كفاءة استهلاك الطاقة الأوروبي، الذي شمل 100 موقد كهربائي مختلفًا، قالت أيضًا، إنه لا يوجد سوى فرق ضئيل بين مواقد الطهي الكهربائية بالحث وألواح ولفائف التسخين بالكهرباء.

وينضم إلى قائمة المنتقدين لبيانات مجموعة البنية الأساسية للغاز محلل أسواق الغاز في معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المائي (IEEFA) جاي غوردون، الذي اتهم المعلومات الخاصة بالتكلفة والانبعاثات بالمضللة، لأن الاختلاف الحقيقي يصل إلى دولارات معدودة سنويًا.

ودافع عن التخلص التدريجي من الفحم والغاز في شبكة الكهرباء؛ كونه سيخفّض حجم الانبعاثات الناتجة عن تشغيل الأجهزة على مدار عمرها التشغيلي البالغ 15 عامًا، مشيرًا إلى أن مواقد الغاز تستهلك ضعف الطاقة مقارنةً بنظيرتها الكهربائية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. اتهامات لمواقد الطهي الكهربائية وتفنيدها من منصة "رينيو إيكونومي"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق