سجلت الصين ارتفاعًا غير مسبوق في إنتاجها من النفط الخام والغاز الطبيعي خلال العام الماضي 2024، ما يعكس التزام بكين بتعزيز أمنها الطاقي وتقليل اعتمادها على الاستيراد، في ظل التقلبات العالمية بأسواق الطاقة.
ووفقًا لبيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني 2025، تجاوز إجمالي الإنتاج حاجز 400 مليون طن من المكافئ النفطي (ملياران و840 مليون برميل) لأول مرة في تاريخها.
ويأتي هذا النمو القوي نتيجة لاستثمارات مكثفة في قطاعي النفط والغاز، إذ تركزت جهود بكين على تطوير الحقول التقليدية واستغلال الاحتياطات غير التقليدية مثل النفط والغاز الصخريين، ما يشير إلى تحولات في هيكل قطاع الطاقة في البلاد.
ورغم الإنجازات الكبيرة في الإنتاج، يواجه القطاع تحديات متعددة، بما في ذلك تقلبات الطلب المحلي والتغيرات الاقتصادية التي أثرت في استهلاك المنتجات النفطية، خاصة الديزل.
وتبقى الصين لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية، إذ تحتل موقعًا متقدمًا بين أكبر منتجي النفط، مع استمرارها في استيراد كميات ضخمة لتلبية احتياجاتها المتزايدة.
إنتاج الصين من النفط والغاز
تجاوز إنتاج الصين من النفط والغاز الطبيعي 400 مليون طن من المكافئ النفطي (ملياران و840 مليون برميل) لأول مرة في 2024، وفق ما أعلنت الهيئة الوطنية للطاقة.
وقالت الهيئة، إن هذا النمو المستدام تحقّق للعام الثامن على التوالي، إذ زاد الإنتاج السنوي بأكثر من 10 ملايين طن (71 مليون برميل) سنويًا.
وبلغ إنتاج النفط الخام 213 مليون طن (1.51 مليار برميل) في 2024، مسجلًا زيادة قدرها 24 مليون طن (170.4 مليون برميل) مقارنة بعام 2018. أما إنتاج الغاز الطبيعي فقد وصل إلى 246.4 مليار متر مكعب، بمعدل نمو سنوي تجاوز 13 مليار متر مكعب خلال السنوات الـ6 الماضية.
وأسهمت الاستثمارات في الحقول البحرية وغير التقليدية بشكل رئيس في هذا النمو، إذ شهد النفط الصخري قفزة كبيرة، وارتفع إنتاجه إلى 6 ملايين طن (42.6 مليون برميل) في 2024، مسجلًا زيادة سنوية تجاوزت 30%، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي سياق متصل، ظل إنتاج الغاز الصخري قويًا، متجاوزًا 25 مليار متر مكعب، ما يعزز أمن الطاقة في البلاد.
ورغم أن الصين لا تزال أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، فإنها تواصل تحسين إنتاجها المحلي، ما جعلها تحتل المرتبة السادسة عالميًا في إنتاج النفط، في عام 2022.
وأسهمت الاستثمارات الضخمة في كبح التراجع الذي شهده الإنتاج المحلي في المدة بين عامي 2015 و2018، ما انعكس إيجابيًا على القدرة الإنتاجية الإجمالية.
الاستثمار في النفط الصخري
اتجهت الصين إلى تعزيز إنتاج النفط الصخري والاحتياطات العميقة، لا سيما في المناطق الغربية الغنية بالموارد، ومن أبرز هذه المشروعات تطوير شركة سينوبك لواحد من أعمق الاحتياطات النفطية في العالم في حوض تاريم بمنطقة شينغيانغ.
ووفق تقديرات إدارة الطاقة الوطنية، تجاوز الإنتاج السنوي للنفط الصخري 3 ملايين طن في 2022، أي ما يقرب من أربعة أضعاف الإنتاج المسجل في 2018. وتواصل بكين تنفيذ إستراتيجيات لتحفيز التنقيب عن موارد الطاقة غير التقليدية لتقليل اعتمادها على الأسواق الخارجية.
انخفاض الطلب المحلي
في سياق متصل، أظهرت البيانات أن الطلب المحلي على الديزل شهد تراجعًا خلال النصف الأول من 2024، ما أثر في هوامش أرباح المصافي الصغيرة في البلاد.
ورغم ذلك، تستمر بكين في تبني سياسات تدعم الإنتاج المحلي من النفط والغاز، في محاولة للحفاظ على استقرار سوق الطاقة الوطنية.
في المقابل، شهد إنتاج المصافي الصينية انخفاضًا بنسبة 0.4% خلال النصف الأول من 2024 مقارنة بالمدة ذاتها من 2023، إذ بلغ الإنتاج 360.09 مليون طن (ما يعادل 14.4 مليون برميل يوميًا).
ورغم استئناف النشاط بعد عمليات الصيانة فإن المصافي الصغيرة في مقاطعة شاندونغ واجهت تراجعًا حادًا، إذ انخفض معدل التشغيل إلى 50.92%، وهو أدنى مستوى منذ عام 2023.
ويعود هذا التراجع جزئيًا إلى انخفاض الطلب على الديزل بنسبة 14% خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2024، مقارنة بانخفاض 2% فقط في استهلاك البنزين. كما أثر تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني على استهلاك المنتجات النفطية، مما دفع بعض المصافي المستقلة إلى تقليص الإنتاج بسبب ضعف هوامش الأرباح.
الخلاصة
يشير ارتفاع إنتاج الصين من النفط والغاز إلى نجاحها في تطوير مصادر الطاقة المحلية وتعزيز استثماراتها في الموارد غير التقليدية.
ورغم التحديات التي تواجهها المصافي الصغيرة وانخفاض الطلب المحلي، تظل بكين ملتزمة بسياسات الطاقة التي تعزّز استقلالها وتقليل اعتمادها على الأسواق الخارجية، ومع استمرار هذا التوجه، قد تؤدي الصين دورًا أكثر تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية خلال الأعوام المقبلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق