يناقش عدد من زعماء الاتحاد الأوروبي صفقة لإعادة تدفقات الغاز الروسي مقابل إنهاء الحرب في أوكرانيا، في خطوة من شأنها أن تدعم أمن الطاقة في القارة العجوز.
ويبحث المسؤولون الأوروبيون ما إذا كان ينبغي استئناف مبيعات الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي بجزء من تسوية محتملة لإنهاء الحرب ضد أوكرانيا.
ويرى أنصار شراء الغاز الروسي، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أنه في حال إقرار صفقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا وعودة تدفقات موسكو، فإن ذلك من شأنه أن يخفض أسعار الطاقة المرتفعة في أوروبا.
وينظر بعض المسؤولين الأوروبيين إلى أن ربط عودة التدفقات بإقرار السلام في أوكرانيا، قد يدفع موسكو على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ويعطي الجانبين سببًا لتنفيذ وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.
وأعلنت روسيا، مؤخرًا، أنها مهتمة باستئناف ضخ الغاز عبر أوكرانيا، بعد أن أصدرت المفوضية الأوروبية بيانًا، قالت فيه، إنها تعتزم مواصلة المحادثات مع كييف بشأن إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا.
وتوقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في 1 يناير/كانون الثاني الجاري، بعد انتهاء اتفاقية العبور، مع رفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.
تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا
أثارت فكرة إعادة فتح تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا، في المناقشات الأولية، ردّ فعل عنيفًا بين أقرب حلفاء أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي.
وحظيت الفكرة بتأييد بعض المسؤولين الألمان والمجريين، مع دعم من عواصم أخرى رأت فيها وسيلة لخفض تكاليف الطاقة في أوروبا.
وقال أحد المسؤولين: "هناك ضغوط من بعض الدول الأعضاء الكبرى بشأن أسعار الطاقة، وهذه إحدى الطرق لخفضها بالطبع".
يعزز استئناف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عائدات موسكو بشكل كبير، فقبل الحرب، كانت التدفقات عبر خطوط الأنابيب من روسيا تشكّل نحو 40% من إجمالي إمدادات الاتحاد الأوروبي، وكانت ألمانيا أكبر مستورد.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإنهاء الحرب "قريبا"، مما دفع إلى إجراء مناقشات بين العواصم الغربية حول العناصر اللازمة للتوصل إلى اتفاق دائم مع موسكو.
وهدد الرئيس الأميركي الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية ما لم يشترِ المزيد من الغاز المسال من أميركا، وهو أغلى من الغاز المنقول عبر الأنابيب.
وأثار استئناف مبيعات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب غضب المسؤولين في بروكسل والدبلوماسيين من بعض دول شرق أوروبا، والذين قضى العديد منهم السنوات الـ3 الماضية في العمل على تقليل كمية الطاقة الروسية المستوردة إلى الاتحاد.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "إنهاء المرحلة الملتهبة من الحرب أمر بالغ الأهمية.. والحلول الدبلوماسية هي الأفضل - عدد أقل من الضحايا، وخسائر أقل".
صادرات الغاز الأميركية
أثار إحياء المناقشة حول مبيعات الغاز الروسي قلق بعض مصدّري الغاز المسال الأميركيين الذين يسعون إلى توقيع اتفاقيات توريد طويلة الأجل مع شركات أوروبية.
ويخشى المصدّرون أن يؤدي أيّ استئناف لعبور الغاز عبر أوكرانيا إلى جعل منتجاتهم غير قادرة على المنافسة.
وتربعت الولايات المتحدة على قائمة أكبر مصدري الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي في 2024، رغم انخفاض صادراتها بنسبة 18%، أو ما يعادل 7.87 مليون طن، في عام 2024.
وبلغ إجمالي ما صدّرته الولايات المتحدة من الغاز المسال إلى الاتحاد قرابة 36.58 مليون طن خلال 2024، مقارنة بنحو 44.45 مليون طن في عام 2023.
الإنفوغرافيك التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يستعرض قائمة أكبر مصدري الغاز المسال إلى أوروبا في 2024:
ويزور أحد كبار المسؤولين في مجال الطاقة بالمفوضية الأوروبية، ديتي جول يورغنسن، الولايات المتحدة لاجتماع مع مصدّري الغاز المسال هذا الأسبوع، لإجراء محادثات ستتطرق إلى الإمدادات المحتملة على المدى الطويل.
ويهدف الاتحاد الأوروبي، حاليًا، إلى التخلّي الكامل عن جميع الوقود الأحفوري الروسي بحلول عام 2027، ومن المقرر أن يقدّم مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي دان يورغنسن خطة لتحقيق هذا الهدف في مارس/آذار.
لكن الأوضاع المزرية التي تعيشها الصناعات الثقيلة في الاتحاد الأوروبي أدت لزيادة حاجة الدول الأوروبية إلى الحصول على الطاقة الأرخص، إذ إن أسعار الغاز في أوروبا عادةً ما تكون أعلى بـ3 إلى 4 أمثال نظيراتها في الولايات المتحدة.
وشكلت إمدادات الغاز عبر الأنابيب من روسيا نحو 10% من إجمالي الإمدادات في عام 2024، لكنها انخفضت إلى النصف منذ انتهاء عقد العبور الذي يسمح بتدفقات تصل إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا في يناير/كانون الثاني.
أمّا الأنبوب المتبقي الذي ينقل الغاز الروسي إلى الاتحاد، فهو خط "ترك ستريم" الذي يمرّ عبر تركيا، ويزوّد المجر بنحو 7.5 مليار متر مكعب من الغاز.
وعملت بودابست، إلى جانب الحكومة الموالية لروسيا في سلوفاكيا، للضغط على الاتحاد الأوروبي للضغط على أوكرانيا واستئناف نقل الغاز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق