لم يستغرق الأمر سوى 12 ساعة تقريبًا حتى اندلعت أول مواجهة مباشرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، بسبب رفض كولومبيا للرحلات الجوية العسكرية الأمريكية لإعادة المهاجرين غير الشرعيين، لتؤدي إلى تراجع كامل من جانب هدف تهديدات ترامب، كما كتب ديفيد سانجر في صحيفة نيويورك تايمز.
وكانت المناوشات التي اندلعت يوم الأحد مع كولومبيا قصيرة بالفعل، فقد رفض الرئيس الكولومبي اليساري، جوستافو بيترو، الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية لإعادة المهاجرين غير المسجلين، وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة على كولومبيا، التي أبرمت معها أمريكا اتفاقية تجارة حرة، وتراجع بيترو عن موقفه.
المعاملة الخطأ
أوضحت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في تقرير نشرته الاثنين 27 يناير 2025، أن معاملة المهاجرين كانت جزءًا من القضية، مشيرةً إلى رحلة سابقة لإعادة المهاجرين إلى البرازيل، حيث أعلنت السلطات البرازيلية أنها عثرت على 88 من المرحلين مقيدين بالأصفاد على متن رحلة أمريكية هبطت عن طريق الخطأ في مدينة مختلفة عن وجهتها المقصودة.
وأضافت أن المسؤولين البرازيليين لم يسمحوا للطائرة بالاستمرار في الرحلة بسبب “استخدام الأصفاد والسلاسل، والحالة السيئة للطائرة، ونظام تكييف الهواء المعيب، من بين مشاكل أخرى، ونُقل المهاجرون إلى وجهتهم النهائية على متن رحلة تابعة للقوات الجوية البرازيلية، فيما صرح وزير الخارجية الكولومبي السابق، لويس جيلبرتو موريلو، لصحيفة التايمز، أن الأصفاد والطائرات العسكرية كانت السبب وراء رفض بيترو للرحلات.
تهديدات ترامب
قالت صحيفة “سيدني مورنينج هيرالد” الأمريكية إن الدرس المستفاد من هذه الحلقة بالنسبة للعالم وترامب نفسه، هو أن ترامب يستطيع أن يحقق هدفه بإطلاق التهديدات، حيث يحرص ترامب على إظهار قوته واستعداده لتحويل أي شيء إلى انتصار كبير، حتى عندما لم يتغير الكثير من الجوهر في الواقع.
وأضافت، في تقرير نشرته الثلاثاء 28 يناير 2025، أن إلقاء ثقلك على كولومبيا ليس بالضبط مواجهة المدافع الكبيرة، ومع ذلك سيتأكد ترامب أن نهجه الصارم في التعامل مع التفاعلات الأجنبية هو السبيل للحصول على ما يريد.
ونقلت عن السفير الأسترالي السابق لدى الولايات المتحدة، آرثر سينودينوس، الذي يشغل الآن منصب رئيس شركة آسيا جروب الاستراتيجية ومقرها واشنطن، قوله إن الحادث يظهر أن العالم يجب أن يأخذ تهديدات ترامب على محمل الجد، وخاصة عندما يصف التعريفات بأنها “أجمل كلمة في اللغة الإنجليزية”.
الصين تدخل على الخط
أوضحت مجلة “كومباكت” الأمريكية، في تقرير نشرته الاثنين 27 يناير 2025، أن مثل هذه المواجهات قد تؤدي ببساطة إلى تحول الدول الأخرى نحو الصين، ومع تطور الخلاف بين الولايات المتحدة وكولومبيا، سارع سفير الصين في كولومبيا إلى الترويج لقوة العلاقات بين الصين وكولومبيا.
وقال محلل شؤون أمريكا اللاتينية في مجلة كومباكت، خوان ديفيد روخاس، إن تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية أثبتت أنها وسيلة فعالة لإقناع زعماء الدول الأخرى إلى أحضان منافس شرس لواشنطن، حتى ولو لم تسفر عن نتائج عكسية اقتصاديًّا من خلال رفع التكاليف على المستهلكين الأمريكيين، ولكن ترامب سيحتاج إلى تجنب دفع شركاء أمريكا التجاريين إلى التحالف مع الصين.
عواقب الحرب التجارية
أوضحت شبكة “سي إن إن” أن التهديدات المتبادلة سلطت الضوء على العواقب الباهظة التي يمكن أن تسببها مثل هذه الحرب، مشيرة إلى أن كولومبيا لا تعد شريكًا تجاريًا رئيسًا لأمريكا، لكن صادراتها الأساسية تشمل المعادن والفلزات والقهوة، التي ارتفعت أسعارها العام الماضي، وأن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة تكلفة القهوة بالنسبة للأمريكيين.
وفي الوقت نفسه، حث محللون اقتصاديون ومحللو السياسة الخارجية كولومبيا أيضًا على تجنب الخلاف الدبلوماسي مع ترامب، حيث حذر المجلس الكولومبي للعلاقات الدولية، من أن الانتقام التجاري لن يؤدي إلا إلى الإضرار بكولومبيا، داعيًا حكومة البلاد إلى ضرورة الحفاظ على علاقتها بواشنطن.
كما حذرت رئيسة غرفة التجارة الأمريكية في كولومبيا، ماريا كلوديا لاكوتور، من أن الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الكولومبية سيكون لها تأثير مدمر فوري، موضحة أن أكثر من 500 ألف أسرة تعتمد على قطاع القهوة وحده، وفي قطاع زراعة الزهور، ستفقد آلاف الأمهات العازبات سبل عيشهن، بالإضافة إلى مزيد من القطاعات الأخرى.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق