أعلنت الولايات المتحدة وقطر يوم الأربعاء 15 يناير 2025، عن توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعد جهود دبلوماسية استمرت لمدة عام كامل.
وجاء الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن وأمير قطر، الذين أكدا أن الاتفاق يمثل انفراجة بعد أشهر من المفاوضات المعقدة، كما رحب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج بالاتفاق، داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى قبوله، فيما أكدت حركة حماس التزامها بالتفاهمات.
خلافات اللحظة الأخيرة
أمس الخميس؛ وقَع المفاوضون في الدوحة رسميًا، على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حسبما نقل موقع “أكسيوس” عن مصدرين مطلعين على القضية.
وأشار “أكسيوس” إلى أنه “من المتوقع تصويت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق، مساء غدًا السبت، مما يؤخر بدء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح أول 3 محتجزين من الأحد إلى الاثنين على الأقل”.
رغم الإعلان عن الاتفاق، ظهرت خلافات بين الطرفين تهدد بتأخير التنفيذ، حيث اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بالتراجع عن بعض بنود الاتفاق أثناء المفاوضات التي جرت في قطر، مما أدى إلى تأجيل اجتماع الحكومة الإسرائيلية المخصص لمناقشة الاتفاق، وصرّح مكتب نتنياهو بأن الحكومة لن تجتمع إلا بعد قبول حماس الكامل لجميع البنود المُتفق عليها.
ملامح الاتفاق وآلياته
يتضمن الاتفاق عدة مراحل تبدأ بإطلاق سراح رهائن محتجزين لدى حماس وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى إدخال قوافل مساعدات إنسانية إلى غزة. ومن المقرر أن تشهد المرحلة الأولى مفاوضات بين الطرفين لتحديد شروط هدنة طويلة الأمد.
في الوقت الذي استمرت فيه المفاوضات، شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على قطاع غزة وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، حيث أكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) وقوع عدة هجمات في مدينة غزة، من جانبها، لم تقدم السلطات الإسرائيلية تعليقًا فوريًا على هذه التقارير.
معارضة داخلية للاتفاق في إسرائيل
يواجه الاتفاق معارضة شديدة داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة من قبل السياسيين اليمينيين المتطرفين، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش أعربا عن رفضهما للاتفاق، معتبرين أنه يشكل تنازلًا كبيرًا عن الهدف المعلن للحرب، وهو القضاء الكامل على حماس.
وهدد بن غفير وسموتريتش بالانسحاب من الحكومة حال تنفيذ الاتفاق، مما يهدد استقرار الائتلاف الحاكم، وشارك مئات المحتجين اليمينيين في مظاهرات اليوم الخميس، رفعوا خلالها شعارات مثل “نعم للنصر.. لا للاستسلام”.
انعكاسات الاتفاق الإقليمية والدولية
في حال تنفيذه الكامل، يمكن للاتفاق أن يمثل بداية نهاية واحدة من أكثر الفصول دموية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس على إسرائيل، أسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني في غزة ومئات الجنود الإسرائيليين، إضافة إلى دمار واسع النطاق في القطاع.
أدى النزاع أيضًا إلى إشعال توترات أوسع في المنطقة، حيث اندلعت مواجهات بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ووقعت للمرة الأولى اشتباكات مباشرة بين إسرائيل وإيران، قد يساهم وقف إطلاق النار في تهدئة هذه التوترات الإقليمية وإعادة الاستقرار النسبي إلى المنطقة.
خطوة للتهدئة أم بداية نزاع جديد؟
رغم هشاشة الاتفاق بين إسرائيل وحماس، لكن يمثل الإعلان عنه خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
ومع ذلك، يبقى نجاح الاتفاق مرهونًا بإرادة الطرفين وقدرتهما على تجاوز التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد بتقويضه.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق