خشية أن تطالها حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أبدت شركة يابانية شهيرة اهتمامها بالاستثمار في مشروع ألاسكا للغاز المسال.
وقال كبير الماليين في شركة ميتسوي التجارية (Mitsui) تيتسويا شيغتا، إن الشركة اليابانية تدرس المشاركة بالمشروع محاولةً لكسب ودّ دونالد ترمب.
ومن المقرر أن يلتقي ترمب برئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا يوم 7 فبراير/شباط الجاري، لتعزيز العلاقات متبادلة النفع وتوطيد التحالف الأميركي الياباني.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) للزيارة المرتقبة إلى واشنطن، يدرس إيشيبا تقديم مقترح بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات الرقائق الإلكترونية والذكاء الاصطناعي وزيادة واردات الغاز المسال الأميركي.
وتتربع الولايات المتحدة على عرش أكبر الدول المصدرة للغاز المسال في العالم، وتجاوزت صادراتها في العام الماضي (2024) 87 مليون طن، أمّا اليابان، فهي ثاني أكبر المستوردين عالميًا بـ 47.22 مليون طن.
مشروع ألاسكا للغاز المسال
من المقرر أن يضم مشروع ألاسكا للغاز المسال خط أنابيب ومحطتين، إحداهما للمعالجة والأخرى لإسالة الغاز الطبيعي.
وباستثمارات قُدِّرت عند 44 مليار دولار، سيصل طول خط الأنابيب إلى 800 ميل لنقل الغاز من حقول شمال ولاية ألاسكا إلى ميناء للتصدير في الجنوب.
يستهدف المشروع تصدير ما يصل إلى 20 مليون طن من الغاز المسال سنويًا على مدار 30 عامًا، وفق المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وتقول الشركة المطورة للمشروع "ألاسكا غازلاين ديفلوبمنت كوربوريشن" (AGDC) -وهي شركة حكومية-، إن مشروع ألاسكا للغاز المسال سيوفر إمدادات مستقرة لغرض الاستهلاك المحلي والتصدير للخارج عبر إقامة مرافق البنية الأساسية اللازمة لاستغلال الموارد في مقاطعة نورث سلوب أو المنحدر الشمالي بالولاية.
وحصل المشروع خلال ولاية ترمب الأولى على ترخيص لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية في عام 2020، وموافقة قانونية نهائية في 2022، رغم اعتراضات الجماعات البيئة.
شركة ميتسوي اليابانية
صرّح كبير الماليين في ميتسوي اليابانية، تيتسويا شيغتا، بأن شركته تدرس المشاركة بمشروع ألاسكا للغاز المسال، لكنها لم تتخذ قرارات بعد في هذا الشأن.
وقال، إن المشروع "مرشح طبيعي" للانضمام إلى قائمة استثمارات الشركة؛ إذ أنه فرصة ثمينة بسبب قربه من اليابان ودول آسيا الأخرى.
وأعرب عن أمله في أن يساعد اللقاء المنتظر بين الزعيمين الأميركي دونالد ترمب والياباني تيتسويا إيشيبا، بتعزيز الوجود الياباني في الولايات المتحدة، مع إعادة تأكيد دورها بوصفها أكبر مصدر للاستثمارات في أميركا.
يقول محللون، إن رئيس الوزراء الياباني يسعى للبناء على العلاقات التي ربطت سابقه الراحل شينزو آبي وترمب، رغم تهديدات الأخير بفرض رسوم جمركية لتصحيح الاختلالات التجارية.
بدورهم، يقول مسؤولون مطّلعون على تفاصيل الزيارة، إن اليابان تدرس دعم خط أنابيب مشروع ألاسكا للغاز المسال من أجل التودد لترمب، وإحباط أيّ احتكاك تجاري محتمل بسبب عجز تجاري بقيمة 56 مليار دولار.
يأتي ذلك بالرغم من أن اليابان -بحسب المسؤولين- تساورها الشكوك حول جدوى خط الأنابيب المقترح، لكن ترمب يقول، إنه عامل رئيس لتحقيق الرخاء والأمن في أميركا بسبب تراجع تكاليفه الإجمالية مقارنةً بغيره.
وبالرغم من ذلك، فإن اليابان مستعدة لتقديم عرض لترمب باستكشاف فرص إبرام اتفاق، إذا طلب منها ذلك.
وربما يكون مشروع ألاسكا للغاز المسال أحد التعهدات الاستثمارية خلال زيارة إيشيبا لواشنطن من بين تنازلات أخرى، مثل شراء الغاز الأميركي وزيادة الإنفاق على الدفاع والاستثمار بقطاع التصنيع في أميركا.
وتعقيبًا على ذلك، يقول مدير برنامج اليابان بمركز أبحاث الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، نيكولاس سزيشيني، إن الهدف الرئيس من زيارة إيشيبا لواشنطن هو التأكيد أن اليابان حليف موثوق للولايات المتحدة من خلال الاستثمار الاقتصادي ودفع تعزيز دفاعات طوكيو والتعاون الأمني مع أميركا لمواجهة التوترات السياسية والعسكرية مع كوريا الشمالية والصين.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تصدُّر الولايات المتحدة قائمة أكبر مصدّري الغاز المسال في العالم خلال 2024:
الرئيس دونالد ترمب
كان أحد أبرز قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب فور عودته إلى البيت الأبيض، في 20 يناير/كانون الثاني المنصرم، هو إطلاق العنان لإمكانات الموارد في ألاسكا، لا سيما بيع الغاز المسال ونقله إلى الداخل الأميركي والدول المطلة على المحيط الهادي.
وعلى نحو خاص، يرى الرئيس الـ47 مشروع ألاسكا للغاز المسال مكسبًا لكلًا من ألاسكا وحلفائها في آسيا، الساعين لتوفير واردات مستقرة من الوقود الأنظف من الفحم.
لكن طوكيو لديها وفرة في واردات الغاز المسال، والدليل هو ارتفاع حجم تجارة شركات الغاز المسال في اليابان بنسبة 1% على أساس سنوي إلى 103.13 مليون طن متري خلال العام المالي 2023-2024 (يبدأ في أبريل/نيسان).
كما تسعى اليابان إلى تقليص الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
لكن مشروع ألاسكا للغاز المسال قد يساعد اليابان أيضًا في تنويع مصادر وارداتها بعيدًا عن روسيا -التي تشكّل عُشر وارداتها- ودول الشرق الأوسط.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
- موقف شركة ميتسوي من مشروع ألاسكا للغاز المسال من وكالة رويترز
- اليابان تفكر بالاستثمار بالمشروع لكسب ود ترمب من وكالة رويترز
0 تعليق