تلقّت أعمال التنقيب عن النفط والغاز في كوريا الجنوبية صدمة بعد انتهاء المرحلة الأولى من أعمال الحفر التي استهدفت احتياطيات تصل إلى 14 مليار برميل من النفط المكافئ.
وأطلقت كوريا الجنوبية في ديسمبر/كانون الأول الماضي أعمال التنقيب عن النفط والغاز في مياهها الإقليمية، بخطوة من شأنها استكشاف الموارد من الهيدروكربونات في البحر الشرقي.
وأعلن مسؤولون بوزارة الطاقة الكورية الجنوبية اليوم الخميس 6 فبراير/شباط (2024)، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن آمال سول في إقامة مشروع كبير للنفط والغاز قبالة ساحلها الشرقي قد لا تكون ذات جدوى اقتصادية، وفقًا لنتائج الحفر الأولية.
وأكد المسؤولون أن أعمال الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في كوريا الجنوبية التي جرت في الآونة الأخيرة أظهرت بعض المؤشرات على احتمالات وجود غاز، لكن لا يُعتقَد أن الكمية ذات أهمية اقتصادية.
التنقيب عن النفط والغاز
ترى حكومة سول أن بيانات الحفر الأولية للتنقيب عن النفط والغاز في كوريا الجنوبية ام تزال تحمل بعض الأمل، وقد تكون مفيدة في توجيه المزيد من الاستكشاف.
إلّا أن عددًا من المسؤولين أشاروا إلى أن خطط إجراء مزيد من الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في كوريا الجنوبية لم تُحَدَّد بعد.
وكانت سفينة الحفر "ويست كابيلا" قد أطلقت أعمال التنقيب عن الموارد في البحر الشرقي يوم الجمعة 20 ديسمبر/كانون الأول (2024)، ما شكّل البداية للتنقيب عمّا يُقدَّر بنحو 3.5 مليار إلى 14 مليار برميل من النفط والغاز.
وقال مسؤول من وزارة التجارة والصناعة والطاقة في لقاء مع الصحفيين: "لقد أكّدنا مبدئيًا وجود بعض علامات الغاز، لكن الحجم لم يكن كبيرًا بما يكفي لضمان الجدوى الاقتصادية".
![سفينة الحفر ويست كابيلا](https://attaqa.net/wp-content/uploads/2025/02/0e64f71694834319bae66632acaff99a.jpg)
وأشار إلى أنه تمّت أول عملية حفر استكشافية للموقع الواعد لمدة 47 يومًا من 20 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي إلى 4 فبراير/شباط الجاري، وغادرت منصة الحفر الموقع أمس الأربعاء 5 فبراير/شباط.
وقال المسؤول، إن نتائج "مسح قاع البحر"، الذي يتضمن جمع واختبار الطين الذي يظهر تدريجيًا خلال عملية الحفر إلى عمق يزيد على 3 آلاف متر تحت سطح البحر، أظهرت أن الغاز اكتُشِفَ، لكن دون المستوى المستهدف.
وأضاف أن الأرقام أقل بكثير من مستوى الجدوى الاقتصادية، ومن ثم فإن الحاجة إلى المزيد من الاستكشاف في الموقع تعدّ منخفضة، إذ إن النتائج تشير إلى أنه من الصعب النظر إلى الحقل بصفته حقل غاز مُجديًا اقتصاديًا.
وفي يونيو/حزيران الماضي، قال الرئيس الكوري يون سيوك يول، إنه من المحتمل وجود احتياطي ضخم من النفط والغاز تحت المياه قبالة مدينة "بوهانغ"، جنوب شرقي البلاد، وإن عمليات التنقيب عن الاكتشافات النفطية ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام؛ لتحديد ما إذا كان حقيقيًا.
خطط مستقبلية
تخطط الحكومة لمواصلة دفع عمليات الاستكشاف الإضافية للتنقيب عن النفط والغاز في كوريا الجنوبية، من خلال جذب الاستثمار الأجنبي.
وتوقعت الحكومة أنه من خلال استعمال البيانات من عمليات الحفر الاستكشافية الأولى التي استهدفت أحد المواقع الواعدة قبالة سواحل كوريا الجنوبية، سيكون من الممكن زيادة فرص نجاح عمليات الحفر الاستكشافية في الـ6 مواقع المتبقية.
وقررت الحكومة متابعة خطة لجذب الاستثمارات من شركات النفط الأجنبية الكبرى، والمضي قدمًا في المشروع بصفته مشروعًا مشتركًا مع شركة النفط الوطنية الكورية بدءًا من الحفر الثاني، كما كان مخططًا في الأصل، إذ تهدف إلى بدء عملية جذب الاستثمار بدءًا من مارس/آذار من هذا العام.
وكانت الحكومة وشركة النفط قد أوضحتا في وقت سابق أن هناك حاجة إلى حفر 5 آبار استكشافية على الأقل خلال الأعوام القليلة المقبلة، مع وجود فرصة نجاح تبلغ 20%.
وشدد المسؤول: "يمكن استعمال بيانات العينة التي حُصِل عليها خلال الحفر بشكل مفيد في عمليات الاستكشاف اللاحقة للمواقع الواعدة المتبقية".
وفي وقت سابق، أعلنت مؤسسة النفط الوطنية الكورية من خلال تحليل بيانات الاستكشاف الجيوفيزيائي أنه من الممكن الوصول إلى احتياطيات تصل 14 مليار برميل من الغاز والنفط في 7 مواقع واعدة ببحر الشرق، وعليه بدأت أعمال الحفر من أجل تطوير حقل غاز عميق قبالة سواحل البلاد الشرقية.
وفي ظل الوضع تُثار انتقادات، وخاصة من جانب حزب المعارضة، بأن مشروع التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل كوريا الجنوبية نُفِّذَ بطريقة غير شفافة، وهناك أيضًا ملحوظات تشير إلى احتمال إضعاف الزخم لمشروعات إضافية، إذ لم يُحصَل على نتائج مهمة في المحاولة الأولى.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق