تمحيصٌ وبحثٌ في “حياة فقيه مناضل” يقدمه إصدار جديد للمؤرخ محمد السعيدي الرجراجي بعنوان “علال الفاسي… صوت أمة وضمير شعب”، بتقديم من نقيب المحامين والوزير السابق امحمد الخليفة.
ويسلط هذا الكتاب الضوء، وفق ورقته، “على مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، من خلال حياة شخصية وطنية بارزة: علال الفاسي”، موردة أن “هذا العمل يغوص في حياة وفكر الزعيم الوطني المغربي علال الفاسي، كاشفا عن دوره المحوري في نضال المغرب من أجل الحرية والاستقلال”.
ويتشبث الكتاب الجديد بالأهمية المستمرة لتوثيق مرحلة مهمة من التاريخ المغربي، والكتابة حولها، “لضمان حفظ الذاكرة الوطنية”؛ و”حفظ وتوثيق تاريخ المغرب الحديث”، و”الحفاظ على إرث شخصيات قدمت الغالي والنفيس من أجل الوطن”، بالبحث في مسار أحد أبرز أعلام “الحركة الوطنية المغربية” عن “العلاقة بين علال الفاسي والملك محمد الخامس”، و”وثيقة الاستقلال”، و”مقاومة التغريب”، و”الوحدة الوطنية”، و”القضايا الإسلامية”؛ فضلا عن إسهامات هذا العلَم المغربي الذي نفاه الاحتلال الأجنبي خارج المغرب في “تطوير المفاهيم الوطنية” والدفاع عن “الإنسِية المغربية”.
وحول قرار نشر الكتاب الذي يتزامن والذكرى الخمسينية لرحيل علال الفاسي، بعد عقدين من إتمام تأليفه، ذكر الرجراجي، وفق ورقة الكتاب، أن مرد هذا إلى حديثه عن “مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، وعن رجل له مركزه القوي في التاريخ وفي نضاله المستمر الذي لم يتوقف إلى أن فارق هذه الحياة”، مردفا: “والكتاب تلخيص لحياة فقيه مناضل وطني، قدم الكثير لبلاده، وكان له حب صوفي وطني لوطنه ولعرشه ولشعبه، وبذل في ذلك كل رخيص وغال. وهنا لابد أن أشير (…) إلى الصداقة القوية التي كانت بين والدي والأستاذ علال الفاسي رحمه الله، وهذه كذلك من المسائل التي دفعتني لأكتب عنه”.
وفي تقديم الكتاب قال امحمد الخيلفة إنه “نموذج آخر للتأليف (…) تركيبا، وتحليلا، ونهجا، وموضوعية، وصراحة، وحبكة، وتعلقا؛ ناهيك عن الأسلوب البليغ والنهج الشيق الذي يكتب به الأستاذ السعيدي على الدوام”، ثم استرسل قائلا: “وبعد.. فقد حملني الأخ الأود، المثقف الضليع، ذو الأسلوب الحي، والقلم الرصين، والبحث العميق، الأستاذ محمد السعيدي الرجراجي، ما لا طاقة للعبد لله به..! بكتابة مقدمة لكتابه عن سيدي علال.. لأن هذا الكتاب لا يُقدَّم، ولا حتى تلخيصه، وبعبارة أكثر صراحة وموضوعية إنه كتاب لا يحتاج إلى تقديم، بعد أن قدمه صاحبه، من أول كلمة فيه إلى آخر سطر في نهايته بأدق العبارات المحكمة، ومحكم الجمل المرصوصة والأمانة العلمية، والأسلوب البليغ، والسرد الأخاذ مستعملا كل خزانه المعرفي واللغوي من المترادفات الدالة بدقة، وقبل ذلك وبعد ذلك الأمانة العلمية، والرأي الصريح في أحداث التاريخ”.
النشرة الإخبارية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
اشترك
يرجى التحقق من البريد الإلكتروني
لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.
لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>
0 تعليق