وادي الظهران.. نموذج سعودي يدعم الابتكار التقني

0 تعليق ارسل طباعة

يُمثّل وادي الظهران أحد أبرز نماذج التطوير التقني والابتكار في المملكة العربية السعودية، إذ يُجسّد رؤية جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تحويل الأفكار إلى حلول تقنية تخدم مختلف القطاعات الصناعية.

ووفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أُنشئ الوادي على غرار وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت بدايته فكرة لإنشاء مجمع علمي عام 2001، وتحققت الخطوة الأولى في عام 2003 بإطلاق المجمع العلمي، ثم تأسّس الوادي عام 2006.

ومنذ انطلاقه عام 2006، حقق وادي الظهران للتقنية نجاحات ملموسة في تعزيز البحث والتطوير وربط الجامعة بالصناعة، وفي عام 2007، أُنشئت وكالة الجامعة لتطوير التقنية للإشراف على أنشطة الوادي ودعمه في تحقيق أهدافه.

وحتى نهاية مرحلته الأولى في عام 2011، استقطب الوادي 20 شركة عالمية وإقليمية، من بينها شركات كبرى في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات مثل "شلمبرجيه"، و"هاليبرتون"، و"بيكر هيوز"، إلى جانب شركات تقنية عملاقة مثل "سيمنز" و"جنرال إلكتريك".

هذه الشراكات ليست مجرد تعاون مؤقت، بل تعزز منظومة الابتكار، وتسهم في تحويل المملكة إلى مركز عالمي للتقنية، وحاليًا، أصبح وادي الظهران للتقنية بيئة متكاملة تشجع الابتكار والإبداع، وتسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

المكونات الرئيسة لوادي الظهران

يتكون "الظهران" من 4 عناصر رئيسة صُممت لتعزيز الابتكار وربط الصناعة بالبحث الأكاديمي، حسبما ورد في نشرة "طاقة" الشهرية، الصادرة حديثًا عن وزارة الطاقة السعودية.

أول هذه المكونات هو مجمع الملك عبد الله بن عبد العزيز للأبحاث الصناعية "كاسب"، الذي يعمل على توثيق العلاقة بين الشركات العاملة في المجمع للأبحاث الصناعية والجهات الأكاديمية والبحثية المختلفة في الجامعة، ويهدف إلى تحقيق براءات الاختراع المشتركة بيـن الجامعة وهذه الشركات.

أمّا ثاني المكونات هو مركز الابتكارات، الذي يوفر الدعم اللازم لتحويل الأفكار إلى نماذج أولية وصولًا إلى حماية الملكية الفكرية، كما يدعم المبتكرين في جميع مراحل عملية الابتكار، بدءًا من مرحلة إنتاج الأفكار، مرورًا بخطوات إنتاج النماذج الأولية للأفكار، حتى الوصول إلى إثبات ابتكار الفكرة.

شعار شركة وادي الظهران للتقنية القابضة
شعار شركة وادي الظهران للتقنية القابضة - الصورة من حسابها الرسمي في منصة إكس

وفي إطار متكامل، يعمل مركز ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال، الذي يُعدّ ثالث المكونات الرئيسة للوادي، على توفير الدعم اللوجيستي والتخطيطي والتنفيذي للشركات المبتدئة والمشروعات الناشئة ذات الأساس التقني، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما يُنفّذ المركز الإجراءات الضرورية لتسويق أفكار رواد الأعمال، ووضع خطط العمل، والاتصال بالداعمين والمستثمرين، وتأسيس شركات ناشئة تعتمد على التقنية.

رابعًا وأخيرًا، يأتي مكتب الارتباط مع الصناعة ليكون الجسر بين الجامعة وقطاع الصناعة والأعمال، الذي يُيسّر عملية التعاون في البحث العلمي والتطوير، ويعمل على تعزيز العملية التعليمية، من خلال مساعدة أعضاء هيئة التدريس في التواصل مع الشركات والخبراء.

إسهامات وادي الظهران في رؤية 2030

يؤدي وادي الظهران دورًا رئيسًا في دعم أهداف رؤية السعودية 2030، من خلال التركيز على التوطين التقني، ورفع كفاءة البحث العلمي والتطوير، وتوسيع القاعدة الاقتصادية القائمة على المعرفة.

وفي هذا الإطار، حقق الوادي إنجازات بارزة، إذ يعمل داخله أكثر من ألف و600 موظفًا، ينتجون أكثر من 100 براءة اختراع سنويًا، ويُسهمون في تسويق أكثر من 100 تقنية جديدة، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسعى شركة وادي الظهران للتقنية القابضة، التابعة لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إلى تعزيز النظام البيئي للوادي، وتحويله إلى مركز عالمي للابتكار.

وتشمل رؤية الشركة تطوير متنزه العلوم التابع للوادي ليكون محركًا اقتصاديًا يعتمد على المعرفة، ويُسهم في تمكين الطلاب والمهنيين من اكتساب الخبرات العملية والتقنية.

شراكات عالمية

استقطب وادي الظهران مجموعة من الشركاء المحليين البارزين مثل، أرامكو السعودية، وسابك، والشركة السعودية للكهرباء.

جامعة الملك فهد للبترول والمعادن
جامعة الملك فهد للبترول والمعادن - الصورة من حسابها الرسمي في منصة إكس

وإلى جانب هذه المؤسسات الوطنية، يضم الوادي شركات عالمية مثل "إس إل بي"، و"يوكوغاوا"، و"هانيويل"، ما يعزز موقعه بصفته نظامًا بيئيًا ناضجًا وفريدًا في المنطقة.

وتخطط الشركة القابضة للوادي لتطوير الحديقة العلمية إلى نموذج متكامل لمناطق الابتكار، لتسهم في تدفّق المواهب والأفكار بين الجامعة والصناعة، إذ تسعى هذه المبادرة إلى تحقيق تأثير اقتصادي أوسع، وجعل وادي الظهران وجهة عالمية للابتكار والتطوير التقني.

الخلاصة

يُقدّم وادي الظهران للتقنية نموذجًا ملهمًا يعكس نجاح المملكة في دمج التقنية بالصناعة، وخلق بيئة خصبة للابتكار.

وإلى جانب تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة، يسهم الوادي في تدريب الجيل القادم من المبتكرين والمحترفين، ما يمهّد الطريق لتحقيق تطلعات السعودية في أن تكون مركزًا عالميًا للتقنية والابتكار.

وبهذه الإنجازات، يثبت وادي الظهران أنه ليس مجرد مشروع تقني، بل أحد أهم محركات التحول الاقتصادي للمملكة، ومعبرًا نحو مستقبل تقني مستدام ومتطور.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. وادي الظهران للتقنية من العدد الأول من نشرة "طاقة" يناير 2025.
  2. بيانات شركة وادي الظهران للتقنية القابضة من موقعها الرسمي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق