محور القوى الصاعدة: اتفاقية موسكو – طهران تضع ترامب أمام اختبار تاريخي

0 تعليق ارسل طباعة

الاثنين 20 يناير 2025 | 11:33 صباحاً

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب : محمد عبدالحليم:

في خطوة مفاجئة أثارت الجدل، تلقى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هدية سياسية ثقيلة قبل تنصيبه بأيام قليلة.

في موسكو، وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والإيراني مسعود بيزشكيان اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، تمثل خارطة طريق لتعاون مستقبلي واسع النطاق بين البلدين.

تغطي الاتفاقية مجالات التجارة، التعاون العسكري، التعليم، الثقافة، والعلوم، لتضع حجر الأساس لعلاقة ثنائية أعمق.

توقيت مدروس ومعانٍ سياسية واضحة

توقيت الاتفاقية، الذي جاء قبل ثلاثة أيام فقط من تنصيب ترامب، لم يكن مصادفة. فالاتفاقية تمثل تطورًا جديدًا فيما يمكن وصفه بـ"محور القوى الصاعدة"، الذي يضم روسيا، الصين، إيران، وكوريا الشمالية.

يشكل هذا المحور تحديًا مشتركًا للولايات المتحدة، وهو ما لم يُظهر ترامب حتى الآن استعدادًا كافيًا للتعامل معه.

عبّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر "تليغرام" عن أهمية الاتفاقية، واصفًا إياها بـ"التحول الجوهري" في العلاقات الثنائية، مؤكدًا أنها ليست مجرد وثيقة سياسية، بل خارطة طريق نحو المستقبل.

محور من التعاون العسكري والتكنولوجي

شهدت العلاقات بين الدول الأربع تقاربًا متزايدًا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.

كانت إيران أحد الموردين الرئيسيين للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة لروسيا، فيما تعتمد الأخيرة على الصين لتأمين مكونات تصنيع تلك الطائرات.

ووفقًا لتقارير، فإن مصنعًا في منطقة تتارستان الروسية أنتج أكثر من 6000 طائرة مسيّرة إيرانية التصميم خلال عام 2024 فقط.

لم يتوقف هذا التحالف عند التعاون العسكري فحسب، بل شمل دعم كوريا الشمالية لروسيا بعشرة آلاف جندي في نوفمبر الماضي لمواجهة الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، إلى جانب تعزيز الشراكة الروسية الصينية التي بدأت قبل غزو أوكرانيا.

فرص وتحديات أمام ترامب

مع هذا المشهد الجيوسياسي الجديد، يواجه ترامب تحديًا غير مسبوق في ولايته المقبلة. فبينما تراجع الرئيس الحالي جو بايدن عن اتخاذ خطوات جريئة لمواجهة هذا المحور، يبقى السؤال حول مدى استعداد ترامب لمواجهة التعاون المتنامي بين هذه الدول.

من ناحية أخرى، تكشف الاتفاقية عن نقاط ضعف في هذا التحالف. فإيران، التي تعاني من تدهور اقتصادي وعسكري غير مسبوق منذ ثلاثين عامًا، لم تحظَ باتفاقية دفاع مشترك مع روسيا على غرار ما حصلت عليه كل من بيلاروسيا وكوريا الشمالية.

كما أن ضعف حلفاء إيران في المنطقة، مثل حماس وحزب الله، يُظهر هشاشة موقعها الإقليمي.

الخبير جون ألترمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يرى أن موسكو تستغل هذا الضعف لتحقيق مكاسب أكبر. وقال: "لدى الروس قدرة استثنائية على استشعار نقاط الضعف واستغلالها لصالحهم."

هل يستجيب ترامب للتحدي؟

بينما يراقب العالم خطاب تنصيب ترامب، يبقى محور القوى الصاعدة تحديًا مركزيًا لرئاسته.

وفي هذا الصدد، يطرح المجلس الأطلسي تساؤلاً: هل سيكون ترامب قادرًا على اتخاذ خطوات حاسمة لكبح هذا التحالف، أم أن استراتيجياته ستظل رهينة شعارات كبرى دون تنفيذ عملي؟

ويُوضح المجلس أن الإجابة على هذا السؤال ستحدد مستقبل النظام العالمي في السنوات المقبلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق