حزب الحرية النمساوي.. اليمين الشعبوي يتخلى عن أوكرانيا

0 تعليق ارسل طباعة
4

يستمر صعود اليمين الشعبوي في الانتخابات الأوروبية مع تقدم “هربرت كيكل”، الزعيم المثير للجدل لحزب الحرية القومي الشعبوي (FPÖ)، في طريقه لأن يصبح مستشارًا جديدًا للنمسا بعد انهيار محاولات تشكيل ائتلاف وسطي.

وفي سابقة تاريخية للنمسا بعد الحرب العالمية الثانية، فاز حزب الحرية بالانتخابات في سبتمبر بنسبة 29%، يليه حزب الشعب اليميني الوسطي بفارق ضئيل. واستقال المستشار كارل نيهامر بعد فشله في تشكيل ائتلاف مع الديمقراطيين الاجتماعيين والليبراليين.

تشكيل ائتلاف حاكم

أوضحت مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت”، في تقرير نشرته الثلاثاء 14 يناير 2025، أن حزب الحرية خاض حملته الانتخابية على أساس معارضة دعم أوكرانيا، فيما يؤيد حزب الشعب والأحزاب الكبرى استمرار الدعم الإنساني والدبلوماسي؛ ولم تزود النمسا المحايدة روسيا بالأسلحة ولكنها أيدت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.

ولأن حزب الشعب وحزب الحرية يتفقان على قضايا الهجرة وغيرها من قضايا السياسة الداخلية، فمن المرجح أن يتمكنا من تشكيل ائتلاف حاكم، حيث يتمتعان فيما بينهما بأغلبية مريحة من المقاعد، ومن غير الواضح ما إذا كانت مواقف حزب الحرية المميزة بشأن السياسة الخارجية والأمنية سوف تخفف من حدة الشراكة مع حزب الشعب.

حالة من القلق

قالت المجلة إن احتمال تشكيل حكومة برئاسة حزب الحرية أثار حالة من القلق بين العديد من النمساويين، على الرغم من أن حزب الشعب وحزب الحرية حكما معًا في السابق، وكان حزب الحرية الشريك الأصغر، وبهذا، تخلت النمسا منذ فترة طويلة عن استراتيجية “جدار الحماية” التي اتبعتها ألمانيا، والتي تحظر أي ائتلاف مع اليمين الشعبوي.

وذكرت أن كيكل كان وزيرًا للداخلية في عهد حزب الشعب بقيادة المستشار “سيباستيان كورتز” حتى أجبرت فضيحة كبرى في 2019 حزب الحرية على الخروج من السلطة، مشيرة إلى أن كيكل قاد تعافي الحزب من الانهيار شبه الكامل في الدعم الشعبي في أعقاب الفضيحة.

شبيه ألمانيا

تقترب ألمانيا من الانتخابات في 23 فبراير 2025، وهي تضع “جدار حماية” قويًّا ضد التحالف مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، ونظرا للتشابه الواضح، فإن ألمانيا تتابع عن كثب الحالة النمساوية، حيث قال زعيم حزب الخضر “روبرت هابيك” إن مثال النمسا أظهر أن الأحزاب الوسطية بحاجة إلى تعلم كيفية التماسك.

وكما هي الحال في ألمانيا، يدعم يمين الوسط في النمسا أوكرانيا وفرض العقوبات على روسيا، في حين يعارض اليمين الشعبوي في كلا البلدين بشدة الاستمرار في هذا المسار السياسي، ويدعو كل من يمين الوسط ويسار الوسط في كلا البلدين إلى فرض قيود صارمة على الهجرة، وهو ما يعكس إلى حد ما القلق بين عامة الناس بشأن الأمن.

والواقع أن هجمات كيكل على الصحافة والإعلام السائدة، ودعوته إلى إقامة “قلعة” للنمسا لمنع المهاجرين من دخول البلاد، وطموحه إلى العمل كمستشار للشعب، تثير مقارنات مع بيورن هوكه من حزب البديل من أجل ألمانيا، زعيم الحزب في ولاية تورينجيا.

صداع محتمل

قالت المجلة إن كيكل مقرب من الرئيس المجري فيكتور أوربان، ويصفه بأنه قدوته، وإذا أصبح كيكل مستشارًا، فمن المرجح أن ينضم إلى أوربان في معارضة التجديد الدوري للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، مشيرةً إلى أن حزب الحرية النمساوي وحزب فيدس المجري، أسسا، في يونيو 2024، حركة “وطنيون من أجل أوروبا” للضغط من أجل تعزيز قوة دول البرلمان الأوروبي والحد من سلطة المفوضية.

وأضافت أن النمسا ليست دولة ذات وزن ثقيل في أوروبا، إلا أن انضمام دولة أخرى من الاتحاد الأوروبي إلى معسكر معارضي استمرار الدعم لأوكرانيا سوف يخلف عواقب وخيمة، خاصة مع اقتراب موعد بدء المفاوضات لإنهاء الحرب، متوقعةً أن من الممكن أن يتمكن حزب الشعب من الحصول على تنازلات من كيكل بشأن قضية أوكرانيا في مقابل الانضمام إلى الائتلاف الحاكم.

اقرأ أيضا

إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق