قال مايكل والتز، مستشار الأمن القومي لإدارة الرئيس دونالد ترامب، إن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط ستركز على التعامل مع إيران أكثر من أي شيء آخر.
هذا يعني أن إيران ليست أمام فرصة للحوار مع إدارة الرئيس الجمهوري الجديد، بل أمام ضرورة لتغيير نهج سياستها الخارجية إذا أرادت أن تتجاوز الصدام مع إدارة ترامب الذي فرض عليها سياسة “أقصى ضغط” من العقوبات خلال ولايته الأولى.
إيران في مركز الاهتمام
حسب تحليل مجيد محمد شريفي، الأستاذ المساعد في قسم العلاقات الدولية بجامعة الخوارزمي، مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فإن كيفية التعامل مع إيران ستصبح بلا شك إحدى القضايا الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وتظهر خلفية ترامب في السنوات الأربع الأولى من رئاسته مدى تركيزه على إيران.
وأضاف الخبير الإيراني في صحيفة “هميهن”، اليوم الأربعاء 15 يناير، أنه يبدو من تصريحات ترامب وأعضاء فريق السياسة الخارجية أنه في الجولة الثانية سيتم التركيز على إيران أيضًا، فإن مع الاهتزاز غير المسبوق الذي شهدته ركائز نظام الشرق الأوسط في العام الماضي وتغير هذه المنطقة بالكامل، فإن قضية إيران وكيفية التعامل معها اتخذت شكلًا وطابعًا مختلفًا، وتغيّرت أهميتها، بل زادت مئة ضعف.
وأوضح الأكاديمي الإيراني، إن النشوة الناتجة عن الانتصارات العسكرية في غزة ولبنان، والأهم من ذلك سقوط بشار الأسد في سوريا، دفعت رئيس الوزراء الإسرانيلي، نتنياهو وحلفائه إلى احتمال حدوث تغيير كبير في الشرق الأوسط.
التوازن عن بعد
في تحليله على صحيفة “شرق”، كتب الدبلوماسي السابق، كوروش أحمدي، أن هناك نظام جديد يتشكل في الشرق الأوسط تحت تأثير عاملين: 1- التطورات الكبرى الأخيرة، 2- سياسة ترامب: “أمريكا أولًا”، ورغبته في تقليص التزامات أمريكا الأمنية الدولية.
وحسب السياسي الإيراني، فإن ترامب قد يعتمد على استراتيجية “التوازن عن بعد”، من أجل تأمين مصالح الولايات المتحدة من خلال إقامة توازن بين القوى الإقليمية.
وبافتراض أن ترامب سيواصل تنفيذ وعوده الانتخابية بإنهاء الحروب التي لا نهاية لها وإعادة الجنود الأمريكيين إلى الوطن، يمكن الافتراض أنه سيواصل تعزيز إسرائيل والحفاظ على علاقات خاصة مع السعودية في العصر الجديد، كما سيتم اعتباره محورًا جديدًا لإقامة نوع من التوازن في المنطقة، بما في ذلك احتواء إيران.
رغبة إيرانية
حسب قراءة الدبلوماسي السابق، فإن تبني ترامب لاستراتيجية “التوازن عن بعد” يمكن أن يتماشى مع رغبة إيران في انسحاب أمريكا من المنطقة، لكن اعتمادها على إسرائيل والسعودية وتركيا لخلق التوازن في المنطقة سيضر إيران بشكل كبير.
ويبدو أن ولاية ترامب الثانية ستركز على استراتيجية التوازن عن بعد، فإن الرئيس الجمهوري قد امتدح دور تركيا في تغيير الوضع في سوريا، ويبدو أن في المرحلة المقبلة سيعمل ترامب على احتواء إيران، من خلال خلق تقارب بين الحلفاء الإقليميين في إطار إدارة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
إخلاء مسؤولية إن موقع جريدة الجوف يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق